ذهب باهظ.. وزواج مؤجل: واقع الشباب السوري
ذهب باهظ.. وزواج مؤجل: واقع الشباب السوري
● أخبار سورية ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥

ذهب باهظ.. وزواج مؤجل: واقع الشباب السوري

تجاوز سعر غرام الذهب في سوريا حاجز المئة دولار، في ارتفاع غير مسبوق، ليترك أثراً سلبياً واضحاً على حياة الأسر السورية. لم يقتصر هذا التأثير على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل مجالات شخصية عديدة، مثل الادخار، واقتناء الذهب، والعادات المرتبطة به. 

ارتفاع سعر الذهب يؤثر على موضوع الزواج
ومن بين أبرز هذه الجوانب، يبرز موضوع الزواج، الذي يُعتبر شراء المجوهرات الذهبية جزءاً أساسياً من طقوسه وتقاليده، الأمر الذي وضع الكثير من الشباب والعائلات في مواجهة تحديات جديدة وصعبة.

أكد العديد من الشباب السوريين الذين التقينا بهم أن ارتفاع أسعار الذهب انعكس بشكل مباشر على موضوع زواجهم، وخصوصاً أن من العادات المعروفة في المجتمع أن يقوم الشاب بشراء  مجوهرات كهدية لعروسه، سواء كجزء من المهر أو غيره.

وفي بعض الحالات، يشترط أهل العروس أنواعاً محددة من المجوهرات، أو حتى كميات معينة من الذهب بالغرام، مما يزيد من الأعباء المالية على الشاب وأهله. هذه المتطلبات، التي كانت في السابق من الأمور التي من الممكن أن يقوم بها الشخص بحسب قدرته، أصبحت اليوم عبئاً حقيقياً يدفع الكثير من الشباب إلى التردد، أو حتى تأجيل فكرة الزواج بالكامل.

الشباب أمام خيارات قاسية
وفي ظلّ هذه الظروف الصعبة، أكد شباب أنهم اضطروا إلى استدانة المال من الأقارب أو الأصدقاء، حتى يتمكنوا من شراء خاتم وحلق على أقل تقدير، كهدية للعروس، والوفاء بما هو متعارف عليه من عادات وتقاليد.

بينما آخرون لجأوا إلى استخدام الذهب التقليدي البديل، مثل الذهب الروسي أو المقلد، لتقليل التكاليف، بحسب المقابلات التي أجريناها، لاسيما وأن هذه الأنواع أقل سعراً بكثير من الذهب الحقيقي. لكن هذه البدائل لم تكن دائماً مقبولة؛ خاصة أن أغلب الأسر مثل هذه الخيارات، إما تمسّكاً بالعادات، أو خشية من انتقاد كلام المجتمع.

تيسير الأمور
ومع استمرار هذه الضغوط، لم يجد بعض الشباب خياراً سوى تأجيل فكرة الزواج تماماً، بانتظار أن تتحسن الأوضاع، أو يتمكنوا من توفير الحدّ الأدنى من المتطلبات. وفي الوقت ذاته، تسعى آلاف الأسر في سوريا إلى تيسير موضوع الزواج، وعدم تحميل الشاب أموراً تفوق طاقته.

فهذه الأسر لا يركزون على الجوانب المادية فحسب، بل يولون اهتماماً أكبر للجوانب المعنوية، مثل أخلاق الشاب، سمعته، وطريقة تعامله مع الآخرين، معتبرين أن هذه القيم أهم من الذهب أو المال في بناء علاقة زوجية مستقرة.

أرهق ارتفاع سعر الذهب الأسر في سوريا وأثر على حياتهم الاجتماعية والشخصية، فاضطر بعض الشباب لتقليل كمية المجوهرات، استخدام الذهب البديل، أو حتى تأجيل الزواج. وفي المقابل، بعض الأسر سعت لتيسير الزواج، مفضّلة الأخلاق والسمعة على الجوانب المادية.

الكاتب: فريق العمل - رقية العيسى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ