
سوريا أمام مجلس الأمن: ماضون في القضاء على البرنامج الكيميائي لحقبة الأسد وبناء سوريا جديدة آمنة
في أول كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي بصفته المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية، عبّر السفير إبراهيم علبي عن فخره بتمثيل سوريا التي تعمل "دون كلل لتكون مصدراً للسلام والازدهار في المنطقة".
وخلال جلسة خصصت لمناقشة التعاون بين سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أكد السفير علبي أن زملاءه العاملين على ملف الأسلحة الكيميائية في دمشق هم "شهود وناجون من هذا السلاح"، وهم مصرّون على إنهاء هذا الملف بشكل نهائي، مشيراً إلى أن الناجين وذوي الضحايا استقبلهم الرئيس أحمد الشرع في القصر الرئاسي هذا العام، حيث أكد التزام الدولة السورية بمنع تكرار مثل هذه المآسي ومحاسبة المتورطين.
وأشار علبي إلى أن سوريا قدّمت خطة مفاهيمية، عبر الممثلية الدائمة لقطر لدى المنظمة، لتدمير ما تبقى من ترسانة الأسلحة الكيميائية من حقبة النظام السابق، وقدمت مع قطر مسودة قرار للمجلس التنفيذي للمنظمة لتأطير عملية التدمير.
وأضاف أن الحكومة السورية وقعت اتفاقاً تاريخياً مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الامتيازات والحصانات، لتأمين الإطار القانوني اللازم لعملها، وأتاحت للفِرق الأممية الوصول إلى خمسة مواقع مشتبهة في محيط دمشق ضمن الانتشار الرابع لفرق الأمانة الفنية.
وأكد المندوب السوري أن التحديات كبيرة نتيجة السرية التي أحاط بها نظام الأسد برنامجه الكيميائي، لكنه شدد على أن سوريا الجديدة ماضية في تجاوز هذه العقبات، بدعم دولي لبناء القدرات والمعدات اللازمة لإنشاء برنامج متكامل للتدمير.
وأوضح أن التركة الثقيلة للنظام السابق لا تقتصر على الملف الكيميائي، بل تشمل الأوضاع الاقتصادية والبنية التحتية المدمرة ومخلفات الحرب والألغام، مؤكداً أن بلاده تعمل لمعالجة كل هذه الملفات "بروح البناء والمساءلة".
كما حمّل علبي الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة جزءاً من المسؤولية في عرقلة عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وصعوبة وصولها إلى بعض المواقع، معتبراً أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وتزامنت كلمة السفير السوري مع مواقف داعمة من عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إذ أشادت الولايات المتحدة والجزائر وروسيا وباكستان وسلوفينيا بالتعاون المتزايد بين سوريا والمنظمة الدولية، ودعت إلى مضاعفة الجهود لاستكمال عملية التدمير وضمان المساءلة، فيما أعربت الجزائر وباكستان عن قلقهما من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تقوض عمل المنظمة.
كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الأدميرال براد كوبر والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك التقيا الرئيس أحمد الشرع في دمشق، حيث ناقش الجانبان الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم داعش، ودعم مفاوضات دمج مجموعات مسلحة ضمن الجيش السوري، والاتفاق على اجتماعات مستقبلية لضمان استمرار التعاون الأمني.
وتبرز هذه الجلسة صورة أوضح لسوريا الجديدة التي تعلن للمجتمع الدولي التزامها بالعدالة ومساءلة المتورطين، وسعيها لوضع حد نهائي لاستخدام الأسلحة الكيميائية على أراضيها، بالتوازي مع خطوات إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.