
سوريا وأوكرانيا تستأنفان العلاقات الدبلوماسية في نيويورك
في خطوة اعتُبرت مؤشراً على تحوّل جديد في السياسة الخارجية السورية، وقّعت دمشق وكييف اليوم بياناً مشتركاً لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك خلال اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقّع عن الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، وعن الجانب الأوكراني وزير الخارجية أندري سيبيا.
تصريحات زيلينسكي: تعاون واحترام متبادل
رحّب الرئيس الأوكراني عبر منشور على منصة (X) بهذه الخطوة، مؤكداً استعداد بلاده لدعم الشعب السوري في مساره نحو الاستقرار. وقال زيلينسكي: "خلال مفاوضاتنا مع الرئيس الشرع ناقشنا بالتفصيل القطاعات الواعدة لتطوير التعاون والتهديدات الأمنية المشتركة وأهمية التصدي لها، واتفقنا على بناء علاقاتنا على أساس الاحترام والثقة المتبادلين".
كييف تشيد بالحكومة السورية الجديدة
يأتي ذلك بعد أن كانت وزارة الخارجية الأوكرانية قد أعربت في بيان رسمي عن ترحيبها بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، واصفة هذه الخطوة بأنها "محطة هامة على طريق بناء دولة ديمقراطية وآمنة"، ورأت الوزارة أن تشكيل الحكومة يعزز مؤسسات الدولة ويضع الأساس لاستكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي ينشدها الشعب السوري.
وجاء في البيان: "نؤمن بأن قيام مؤسسات حكم قوية وشاملة سيُسهم في ترسيخ الاستقرار، ويُضعف فرص التدخلات الخارجية، كما يمنع محاولات زعزعة أمن سوريا مستقبلاً"، مؤكدة دعمها الثابت لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها واستعدادها لتوسيع التعاون مع الحكومة السورية الجديدة وتقديم كل ما يلزم لدعم الشعب السوري في مسيرته نحو الأمن والتنمية والازدهار.
تُعد هذه الخطوة جزءاً من جهود دمشق لإعادة نسج شبكة علاقاتها الدبلوماسية وإثبات قدرتها على الانفتاح على شركاء جدد في الشرق والغرب على حد سواء، فيما ينظر مراقبون إلى البيان المشترك مع أوكرانيا باعتباره مؤشراً على بداية فصل جديد في علاقات سوريا الأوروبية بعد سنوات من القطيعة والحرب.