فيدان يشارك في اجتماع بالبيت الأبيض بحضور مسؤولين أمريكيين وسوريين
فيدان يشارك في اجتماع بالبيت الأبيض بحضور مسؤولين أمريكيين وسوريين
● أخبار سورية ١١ نوفمبر ٢٠٢٥

فيدان يشارك في اجتماع بالبيت الأبيض بحضور مسؤولين أمريكيين وسوريين

عقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اجتماعاً في البيت الأبيض شارك فيه مسؤولون من الولايات المتحدة وسوريا، في إطار مساعٍ دبلوماسية جديدة تهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة السورية، وذلك بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، فقد جرت المحادثات بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، كما شارك في الاجتماع لاحقاً نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس.

وتركزت المناقشات، وفق البيان، على السبل الممكنة لمعالجة القضايا العالقة في سوريا، خصوصاً ما يتعلق بدعم مسار الاستقرار السياسي وإعادة البناء الاقتصادي، إضافة إلى آليات التنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية خلال المرحلة المقبلة.

وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه بحث في واشنطن مع المسؤولين الأمريكيين وجهات النظر المتعلقة بسوريا، والقضايا المرتبطة بتنميتها ووحدتها واستقرارها وأمن المنطقة، وفرص التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة.


ولفت إلى أنه أطلع الرئيس رجب طيب أردوغان على نتائج هذه اللقاءات في سياق المتغيرات المرتبطة بالحرب في سوريا، ودعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية تحت قيادة الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقال فيدان في تصريح نقلته وكالة الأناضول التركية، إنه شارك لاحقاً في اجتماع موسع في البيت الأبيض، حضره وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والسفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك، وانضم إليهم لاحقاً نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، حيث جرى التداول في الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بسوريا.

وأضاف فيدان أن النقاشات تناولت كيفية إدارة مناطق الأزمات في جنوب سوريا وشمالها وأماكن أخرى بشكل أفضل، وبحث تفاصيل العمل على إلغاء قانون قيصر بشكل كامل ودائم من أجل إعادة إنعاش الاقتصاد السوري.

وأكد أنه طرح موقف بلاده الداعي إلى الإلغاء الشامل للقانون وإعادة تمريره عبر الكونغرس بحيث لا تكون هناك حاجة لاستثناءات رئاسية دورية، وذلك دعماً لجهود إعادة الإعمار واستعادة الحركة الاقتصادية على المستوى الوطني.

وتابع فيدان أن عدم إدارة المشكلات بعناية في شمال شرق سوريا وفي جنوبها قد يؤدي إلى أزمة تمس سلامة البلاد ووحدة أراضيها، مشيراً إلى وجود احتمالات حقيقية لتزايد مخاطر التفكك إذا لم تُعالج هذه الملفات بجدية، وأن من المهم إدراك الجانب الأمريكي لهذه الحقيقة، لافتاً إلى أن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الملف السوري كان بنّاءً من وجهة نظر أنقرة، وأن تركيا تنظر إليه بإيجابية ضمن المسار السياسي القائم.

وشدد وزير الخارجية التركي على ضرورة بقاء سوريا موحدة، وتمتع جميع سكانها بالأمن، والعمل على تحييد آثار سياسات نظام الأسد البائد وما خلفه الإرهابي الفار بشار الأسد من دمار وانقسام.

وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تومي بيغوت قد أعلن في وقت سابق أن روبيو وفيدان ناقشا أيضاً وقف إطلاق النار في غزة، والخطوات المقبلة لضمان الاستقرار الإقليمي، وأكدا دعمهما المستمر للجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم.

ويأتي الاجتماع في سياق تقارب واضح في المواقف بين دمشق وواشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة عقب إعلان الولايات المتحدة تعليق العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، وما تبع ذلك من خطوات سياسية ودبلوماسية لتعزيز قنوات الحوار.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح مساء الأحد: "أنا على وفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وسنعمل على دعم سوريا لكي تنجح."

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت سابقاً أن زيارة فيدان إلى الولايات المتحدة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، وفتح مساحة أوسع للتشاور بشأن الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الملف السوري.


وكان الرئيس أحمد الشرع قد عقد اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة وزراء من الجانبين، حيث تركزت المناقشات على توسيع التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأميركية إلى سوريا، إضافة إلى مسار رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر. ووصِف اللقاء بأنه تاريخي، كونه أول لقاء رئاسي سوري – أميركي في تاريخ سوريا الحديث.

وأعلنت الولايات المتحدة عبر بيان رسمي مشترك صادر عن وزارتي الخارجية والتجارة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية، تعليق العمل بقانون قيصر والسماح بنقل معظم السلع الأميركية المنشأ للاستخدام المدني والتكنولوجيا إلى سوريا دون ترخيص، إلى جانب رفع الإجراءات القانونية التي كانت مفروضة على البعثة الدبلوماسية السورية.

كما أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن رفع الحظر الدبلوماسي عن السفارة السورية في واشنطن يشكّل تحولاً نوعياً في مسار العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن سوريا وضعت خطة عمل متوازية تُعطي الأولوية للملف الاقتصادي ورفع العقوبات، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تفعيل التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء وفق الاستراتيجية السورية للتعاون الدولي


تكتسب زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض أهمية سياسية خاصة، إذ تُعد الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن، فخلال العقود الماضية، ورغم تعاقب الرؤساء في سوريا والولايات المتحدة، لم يسبق لأي رئيس سوري أن قام بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض أو عقد اجتماع مباشر مع رئيس أمريكي داخل مقر الرئاسة في واشنطن.

وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توترات متصاعدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وصولاً إلى مرحلة العزلة والتصعيد بعد عام 2011 في عهد نظام الأسد البائد، وما ارتبط به من انتهاكات واسعة خلال الحرب في سوريا، ومع سقوط الإرهابي الفار بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت مرحلة جديدة من إعادة بناء السياسة الخارجية السورية وإعادة الانفتاح على المجتمع الدولي.

وجاءت زيارة الشرع إلى واشنطن كـ تتويج لمسار دبلوماسي متدرج شمل مشاركة سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقى الشرع أول خطاب لرئيس سوري أمام المنظمة منذ عام 1967، وسلسلة لقاءات إقليمية ودولية لطرح رؤية تقوم على الاستقرار ومحاربة التطرف وبناء اقتصاد وطني مستدام، وخطوات متوازية لإعادة دمج سوريا ضمن المنظومة الدولية، بما في ذلك تعليق العقوبات الأمريكية وإعادة فتح مسار التعاون السياسي والأمني.

وتُنظر إلى الزيارة باعتبارها تحولاً استراتيجياً يعيد سوريا إلى طاولة الشراكة الدولية بعد سنوات من العزلة، ويضع أسس علاقة جديدة مع واشنطن قائمة على التفاهم والمصالح المشتركة بدل المواجهة والانقطاع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ