"لبانة قنطار ورشا رزق" تثيران الجدل مجدداً بتصريحات مهينة للمخيمات السورية
خلال سنوات الثورة السورية، اضطر آلاف السوريين إلى ترك قراهم ومدنهم بسبب القصف المكثف الذي شنته قوات النظام البائد وسيطرتها على مناطقهم، اتجه النازحون إلى مناطق متعددة، ساعين لحماية عوائلهم من انتهاكات جيش الأسد، وأُجبر كثيرون منهم، نظراً لضعف ظروفهم المادية، على الإقامة في المخيمات، التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
متمسكون بالموقف رغم الظروف القاسية
وبقي السوريون طوال الفترات الماضية متمسكين بمواقفهم المعارضة لنظام الأسد، عانوا خلالها من ظروف حياتية قاسية، خاصة أن المخيمات تُعرف بضعف إمكانياتها وافتقارها لأبسط مقومات الحياة. ومع ذلك، صبروا على معاناتهم، حاملين في قلوبهم حلم يوم التحرير والعودة إلى موطنهم.
في كل خيمة قصة
في كل خيمة من المخيمات، تكمن قصة حزينة. هناك عائلات عانت الفقدان والخوف والحرمان: زوجة اختفى زوجها في سجون الأسد ولم يعد، أم فقدت ابنها نتيجة القصف، آخر تدمر منزله بالكامل، أو عائلة شُرد أفرادها، وغيرها من الحكايا الموجعة التي خلفتها الحرب، لتبرز حجم المعاناة اليومية التي يعيشها النازحون.
تجاهل التضحيات وإساءة التعامل مع النازحين
ورغم كل المآسي التي يعانيها أهالي المخيمات والتضحيات الكبيرة التي قدموها، هناك من يستخف بوجعهم ويحاول التقليل من شأنهم من خلال تصريحات مسيئة. هؤلاء يتناسون أن بين سكان المخيمات عوائل شهداء ومعتقلين، عاشت وما زالت تعيش قسوة الحرب بصبر وإصرار، حاملة في طياتها قصصاً من الألم والشجاعة.
تصريحات مسيئة تثير الجدل
وفي هذا السياق، أثارت تصريحات المغنية لبانة قنطار جدلاً واسعاً، حيث قالت إن الخيام ليست للدروز وإنما لبني أمية، واتهمت أهالي المخيمات بأنهم يبيعون ويشترون بناتهم ونسائهم، مضيفة أنهم يزوجون الفتيات في سن الـ 12 و13 للهروب من مسؤولياتهم، حسب وصفها.
هذه التصريحات أُعتبرت مسيئة وغير دقيقة من قبل كثيرين، خاصة في ظلّ الظروف القاسية التي يعيشها النازحون في المخيمات، وعائلات شهداء ومعتقلين.
سبق أن طالبت المطربة رشا رزق، قبل تحرير المناطق، من خلال منشور على حسابها في منصات التواصل الاجتماعي، بإرسال حبوب منع الحمل والواقيات الذكرية إلى المخيمات، معتبرة أن إنجاب الأطفال وسط تلك الظروف جريمة.
كما انتقد الممثل باسم ياخور اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات وينجبون العديد من الأطفال، خلال مقابلة صحافية مع الإعلامية الأردنية ناديا الزعبي، وقد أثارت هذه التصريحات غضباً واسعاً، حيث اعتبرها كثيرون إهانة لسكان المخيمات.
تصدي الناشطين للتصريحات المسيئة
في كل مرة تصدر تصريحات مسيئة تجاه أهالي المخيمات، كان الناشطون يتصدون لها، مؤكدين أن سكان المخيمات هم أهل التضحية والصمود، الذين سببت لهم الحرب أضراراً جسيمة على جميع الأصعدة، وهم عوائل الشهداء والمعتقلين، ولم يسمحوا لأي ظرف أن يثنيهم عن مطلبهم في إسقاط نظام الأسد.
ويطالب الناشطون بعدم تداول هذه التصريحات العنصرية، ومحاسبة كل من يسيء لأهالي المخيمات، مؤكدين على ضرورة عدم استضافة الشخصيات التي تتفوه بكلام عنصري تجاه الآخرين أو تروّج للكراهية.