لقاء تاريخي بين "الشرع وترامب" في نيويورك
لقاء تاريخي بين "الشرع وترامب" في نيويورك
● أخبار سورية ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥

لقاء تاريخي بين "الشرع وترامب" في نيويورك

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي أقامه البيت الأبيض على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بحضور السيدة الأولى ميلانيا ترامب، هذا اللقاء جاء ليعكس مستوى جديدًا من الانفتاح في العلاقات السورية – الأميركية، بعد سنوات من القطيعة والخصومة.

خطاب بانورامي أمام الأمم المتحدة: «الحكاية السورية»
وكان اعتلى الرئيس الشرع منصة الأمم المتحدة مقدّمًا كلمة مطوّلة حملت عنوانًا غير معلن هو «الحكاية السورية»، مزج فيها بين الألم والأمل، والصراع بين الحق والباطل، في سردية وصفتها وسائل الإعلام الأميركية بأنها «أكثر خطاب تفصيلي لرئيس سوري منذ عقود».

الشرع أكد أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار بعد سقوط نظام الأسد، وأن ما عاشته البلاد لم يكن نزاعًا داخليًا فحسب، بل مواجهة مع نظام قمعي استخدم كل أدوات القتل والتهجير والأسلحة الكيميائية والفتن الطائفية، مشيرًا إلى أن النصر تحقق «من دون ثأر ولا عداوات» لصالح المظلومين والمُهجّرين.

 إصلاحات وعدالة انتقالية
أوضح الرئيس السوري في خطابه أن حكومته الانتقالية بادرت منذ اليوم الأول إلى خطوات غير مسبوقة شملت تشكيل لجان تقصّي حقائق، ومنح الأمم المتحدة الإذن بالتحقيق، وتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، والتعهد بمحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء، وأكد أن الانتخابات التشريعية المقبلة وإعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية تهدف إلى «حصر السلاح بيد الدولة» وتكريس دولة القانون.

مواجهة التهديدات الإقليمية بالدبلوماسية
الشرع توقّف عند التهديدات الإسرائيلية المستمرة منذ ديسمبر 2024، متهماً تل أبيب بمحاولة استغلال المرحلة الانتقالية لإثارة الفوضى، وأعلن التزام دمشق باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وتفضيلها الحوار والدبلوماسية على التصعيد العسكري، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم سوريا في هذه المرحلة الحرجة واحترام سيادتها ووحدة أراضيها.

سياسة اقتصادية منفتحة
في الشق الاقتصادي، أبرز الشرع السياسة الجديدة القائمة على الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية، مشيرًا إلى تعديل قوانين الاستثمار ودخول كبرى الشركات الإقليمية والدولية إلى السوق السورية للمساهمة في إعادة الإعمار، ومطالبًا برفع العقوبات بالكامل حتى لا تتحول إلى أداة لتكبيل الشعب السوري.

 سوريا الجديدة: دولة قانون وحريات
شدد الرئيس السوري على أن بلاده تؤسس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء، معتبرًا أن سوريا بلد حضارة وثقافة يليق بها أن تكون دولة قانون تحمي الجميع وتضمن الحريات وتعيد مجدها، واختتم خطابه بالآية القرآنية «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» في إشارة رمزية إلى انتصار الحق.

رسائل شكر وانفتاح
وجّه الشرع شكره لكل من وقف إلى جانب الشعب السوري واستقبله في محنته، مثنيًا على تركيا وقطر والسعودية والدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة هي «خطوة مفصلية لعودة سوريا إلى المجتمع الدولي واستعادة دورها الإقليمي والدولي».

تمثل كلمة الرئيس أحمد الشرع أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أول حضور رسمي لرئيس سوري على هذا المنبر منذ نحو ستة عقود، ما يجعلها حدثاً سياسياً بامتياز ورسالة واضحة على عودة سوريا إلى المسرح الدولي بعد سنوات من العزلة والحرب.


وكان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الثلاثاء، عدداً من قادة الدول العربية والغربية على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أول مشاركة لرئيس سوري في الاجتماعات الأممية منذ أكثر من خمسة عقود.


وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن اللقاءات جرت في مقر البعثة السورية في نيويورك، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، وشملت كلاً من ملك الأردن عبد الله الثاني، وولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى جانب رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، ورئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ