لمّ الشمل السوري: العودة التي جمعتنا بعد سنوات من الشتات
لمّ الشمل السوري: العودة التي جمعتنا بعد سنوات من الشتات
● أخبار سورية ١٠ مايو ٢٠٢٥

لمّ الشمل السوري: العودة التي جمعتنا بعد سنوات من الشتات

قالت فاطمة عمر، وهي تنقل لنا تفاصيل اللقاء العاطفي الذي جمعها بابنها محمد بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات: "لم أصدق عيناي عندما رأيت ابني، كنت أتواصل معه عبر الهاتف، وكان قلبي يتقطع كلما أعددت أكلة يحبها، إذ كنت أتحسر على غيابه. عندما طُرق الباب، لم أتخيل أن يكون هو. على الفور، أمسك يدي وقبلها، وعانقنا بعضنا البعض وصرنا نبكي". كان محمد قد عاش في مدينة أعزاز ولم يجرؤ على العودة إلى وطنه، بسبب انتمائه للفصائل العسكرية.

التشتت السوري: معركة على الأرض والذاكرة
عانت عائلات سورية من شتات طويل بسبب الحرب، لم تكن مجرد معركة على الأرض، بل كانت معركة على الروح والذاكرة والعائلة. سنوات من التشريد والدمار أسفرت عن واقع قاسٍ، حيث تفرقت العائلات السورية في كل مكان، حتى أصبح أفراد الأسرة الواحدة غرباء موزعين بين قارات العالم. لا يجمعهم سوى الحنين وذكريات منزل قديم في قرية دمرتها الحرب.

الشتات: هجرة وأمل في العودة
رحل العديد من السوريين إلى تركيا، وآخرون عبروا البحار والحدود ليستقروا في أوروبا. البعض فضل البقاء في مناطق سيطرة النظام، رغم الظروف الأمنية الصعبة. بينما لجأ آخرون إلى مخيمات النزوح شمال سوريا، حيث عانوا من ظروف حياتية صعبة. أما آخرون فقد حاولوا بناء حياة جديدة في مدن الشمال المحرر وسط الركام.

لكن في قلب هذا التشتت، ظلّ حلم لمّ الشمل حاضرًا. كانت كل مكالمة فيديو محاولة لجمع أطراف العائلة، وكل صورة قديمة تفتح أبوابًا للبكاء على الأحبة الذين فُقدوا أو طال غيابهم.

عودة بعض الأهالي: لمّ الشمل يتحقق جزئياً
مع بداية عودة بعض الأهالي إلى قراهم المدمرة، بدأت لحظات لمّ الشمل تتحقق، وإن كان ذلك جزئيًا. في كفرنبودة، اجتمع رجال القرية في حلقة دبكة، ولم تكن الدبكة مجرد تعبير عن الفرح بالعودة، بل كانت رمزًا للقاء الأحبة بعد سنوات من الفراق. كانت هذه اللحظة تجسد صمود الناس ورسالة للعالم بأن السوريين، مهما تباعدوا، لا يفقدون صلتهم بجذورهم.

مشاهد لمّ الشمل: لقاءات لا تُنسى
في العديد من القرى، تم توثيق لقاءات عائلية مؤثرة مليئة بالمعنى. أم تقابل ابنتها التي كانت في مناطق سيطرة النظام، أخ يلتقي بشقيقه بعد سنوات من الغربة في تركيا، وجار يزور جاره لأول مرة منذ عشر سنوات.

ساحات رمزية: لمّ الشمل في قلب الوطن
بعض اللقاءات العائلية جرت في أماكن ذات رمزية خاصة: في ساحة المسجد، أو عند دوار البلدة، أو حتى في المقبرة حيث يرقد من لم تُتح له فرصة العودة. كانت هذه اللقاءات تمثل مشاهد اختصرت الحكاية السورية بكل ما فيها من دمار وفراق وأمل وعودة.

تعليق عاطفي: بداية جديدة بعد الفراق
أحد العائدين شارك تعليقًا مؤثرًا على صورة جمعته بعائلته: "البيت لم يعد كما كان، والقرية تغيرت كثيرًا... لكن أن نكون معًا، هذا وحده يكفينا لنبدأ من جديد".

لمّ الشمل: فعل مقاومة ضد الشتات والنسيان
اليوم، أصبح لمّ الشمل فعل مقاومة ليس فقط ضد الشتات، بل أيضًا ضد النسيان. وهو تذكير دائم بأن الوطن ليس مجرد مكان نعود إليه، بل هو الأشخاص الذين نعود لأجلهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ