ندرة اليد العاملة تعرقل إعادة الإعمار في ريف إدلب
ندرة اليد العاملة تعرقل إعادة الإعمار في ريف إدلب
● أخبار سورية ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥

ندرة اليد العاملة تعرقل إعادة الإعمار في ريف إدلب

يواجه الأهالي في ريف إدلب الجنوبي والشرقي صعوبة كبيرة في إيجاد اليد العاملة المؤهلة للقيام بإعادة بناء منازلهم أو ترميمها، بعد الدمار الهائل الذي خلّفته سنوات الحرب والقصف. العمال الذين كانوا معروفين بامتهان هذه المهنة تخلّوا عن ممارستها، في حين ينشغل العمال المتاحين بترميم منازل أخرى.

وفي هذا السياق، يروي محمد كريم، مواطن من ريف إدلب الجنوبي، أنه بدأ ببناء منزله منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يتمكّن من إنهائه بعد، موضحاً أن معظم العمال الذين تواصل معهم رفضوا العمل أو طلبوا الانتظار لفترات طويلة بسبب انشغالهم بأعمال أخرى، ما يعكس الضغط الكبير على اليد العاملة المتاحة في المنطقة.

أسباب ندرة اليد العاملة في إدلب
وبحسب مصادر محلية، تعود مشكلة ندرة اليد العاملة في منطقة إدلب وريفها إلى عدة أسباب، أبرزها انخراط العديد من الشباب في وظائف ثابتة لدى وزارة الدفاع أو جهات رسمية أخرى، التي توفر لهم دخلاً ثابتاً أفضل من العمل اليومي كعمال بناء. 

كما ساهمت نسبة الدمار الهائلة التي اجتاحت المنطقة نتيجة القصف الممنهج من قبل قوات النظام في تقليص عدد العمال المتاحين، إذ تضررت الأحياء السكنية والمنشآت الصحية والحيوية، مما جعل اليد العاملة المُتاحة أقلّ بكثير مقارنة بحجم الحاجة إليها.

تفضيل الشباب للوظائف الرسمية على العمل في البناء
وبحسب شباب تحدثنا معهم، فإن الوظائف مع وزارة الدفاع والجهات الرسمية الأخرى تُعتبر أفضل بكثير بالنسبة لهم، لعدة أسباب، أهمها أنها توفر دخلاً شهرياً ثابتاً، ومستقبلاً مضموناً، إلى جانب امتيازات أخرى.

وأشاروا إلى أنه خلال السنوات الماضية، وبحكم عملهم في مجال البناء، واجهوا صعوبات كبيرة، إذ كانت فرص العمل متقطعة وغير مضمونة، والأجور غالباً منخفضة مقارنة بالجهد الذي يبذلونه، مما دفع العديد من الشباب إلى العزوف عن هذه المهنة، ما زاد من تعقيد عملية إعادة الإعمار في المنطقة.

ارتفاع أجور اليد العاملة
ويؤكد أبناء المنطقة أنه في ظلّ هذه الظروف ارتفعت أجور اليد العاملة بشكل كبير، إذ كانت في السابق تتراوح بين 100 و200 ليرة تركية، بينما أصبحت الآن تصل إلى 500–600 ليرة تركية، مما زاد من حجم الأعباء المُلقاة على عاتق الأهالي.

كما انعكس موضوع قلة اليد العاملة على العائلات التي تسعى لإعادة بناء منازلها، إذ شكلت هذه المشكلة عقبة إضافية ضمن سلسلة من التحديات التي يواجهونها، من بينها ارتفاع تكاليف مواد البناء مثل الحديد والإسمنت وغيرها، ما جعل مرحلة البناء صعبة وتتطلب وفرة مالية وجهداً كبيراً.

في ظلّ ندرة اليد العاملة وارتفاع تكاليف البناء، يبقى إعادة ترميم وبناء المنازل في ريف إدلب تحدياً كبيراً أمام الأهالي، الذين يسعون لاستعادة حياتهم بعد سنوات من الدمار والنزوح، وتحتاج عملية الإعمار إلى جهود وموارد كبيرة لتحقيق استقرار الأهالي والعودة إلى حياتهم الطبيعية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ