وباء "الحمى الزائلة" يضرب مربي الأبقار في الجزيرة: خسائر متصاعدة وقلق من تفشي أوسع
وباء "الحمى الزائلة" يضرب مربي الأبقار في الجزيرة: خسائر متصاعدة وقلق من تفشي أوسع
● أخبار سورية ٢٠ أغسطس ٢٠٢٥

وباء "الحمى الزائلة" يضرب مربي الأبقار في الجزيرة: خسائر متصاعدة وقلق من تفشي أوسع

تواجه تربية الأبقار في شمال شرقي سوريا تحدياً جديداً يهدد أحد أهم مصادر الدخل للأسر الريفية. فقد شهدت المنطقة، خلال الأسابيع الماضية، تفشياً واسعاً لمرض الحمى الزائلة البقرية، ما تسبب بخسائر مالية فادحة لمربي الثروة الحيوانية، خاصة في محافظتي الحسكة ودير الزور، حيث يعتمد عشرات المزارعين على تربية الأبقار كمورد رزق أساسي.

يقول مربو أبقار في المنطقة إن هذه ليست المرة الأولى التي يجتاح فيها المرض قطعانهم، لكنها قد تكون الأشد. ففي عام 2016 تسببت موجة مماثلة بنفوق نحو 1% من القطيع، فيما بلغت الخسائر نحو 10% خلال موجة ثانية في عام 2020. أما اليوم، فيقدّر بعض المربين أن تصل الخسائر إلى 50% من الأبقار المصابة، وسط غياب حلول طارئة وفعالة.

عوامل مناخية ونقص لقاحات
يرجع مربو المواشي أسباب الانتشار الواسع إلى عوامل مناخية أبرزها الحرارة الشديدة خلال الصيف، إضافة إلى غياب بعض اللقاحات البيطرية الضرورية مثل لقاح الحمى القلاعية (النوع الروسي)، والذي كان متوفراً في السنوات السابقة. هذا النقص، بحسب الأطباء البيطريين، زاد من ضعف مناعة الحيوانات أمام الفيروسات.

مرض فيروسي ينتقل بالحشرات
وبحسب أطباء بيطريين في المنطقة، فإن الحمى الزائلة البقرية هي مرض فيروسي محدود الخطورة نسبياً، لكنه ينتقل بسهولة عبر الحشرات الماصة للدم، وعلى رأسها البعوض وذباب الإسطبل. ويصيب الأبقار والعجول وحتى الجواميس، ولا يوجد له علاج نوعي حتى الآن، ما يجعل العلاج مقتصراً على دعم المناعة وخفض الحرارة باستخدام مضادات الالتهاب وبعض الفيتامينات.

أعراض حادة ومعدلات نفوق مرتفعة
تشمل أعراض الإصابة، وفق الأطباء، ارتفاع درجة حرارة الحيوان إلى نحو 41 مئوية، وظهور وذمات (تورمات) غازية وتحت جلدية، إضافة إلى انتفاخات في الفك السفلي والبلعوم والضرع، واضطرابات عضلية تؤدي إلى فقدان التوازن أو الرقود التام. وفي حالات معينة، سُجلت حالات شلل مؤقت أو دائم.

تكاليف مرتفعة وخسائر فادحة
رغم المحاولات المستمرة للتعامل مع المرض، تؤكد شهادات مزارعين أن الخسائر في بعض الحالات تجاوزت 10 آلاف دولار، نتيجة نفوق عدد كبير من الأبقار. وتختلف الخسائر بحسب عدد الأبقار المصابة وطبيعة الرعاية التي يتلقاها القطيع.

دعوات لتعزيز الوقاية وتنظيم الاستجابة
يشدد الأطباء البيطريون على أن الوقاية تبقى الخيار الأفضل في ظل غياب العلاج النوعي. ويوصون بـرش المبيدات الحشرية بشكل دوري، والحد من حركة الأبقار من وإلى المناطق المصابة، مع التأكيد على أهمية التلقيح الوقائي بمجرد توفر اللقاحات المعتمدة.

في ظل محدودية الإمكانات، يطالب المربون والبيطريون على حد سواء، بضرورة تدخل الجهات المعنية والمنظمات الزراعية لدعم مربي الأبقار وتعويض المتضررين، إضافة إلى توفير اللقاحات والمستلزمات البيطرية الأساسية، قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ