
تقرير شام الاقتصادي | 16 حزيران 2025
سجلت الليرة السورية تحسناً طفيفاً أمام الدولار الأميركي صباح اليوم الإثنين 16 حزيران، في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق، وتراجع ملحوظ في المضاربات، ما انعكس على استقرار نسبي في السوق الموازية وتقارب في أسعار الصرف بين المحافظات.
في العاصمة دمشق، بلغ سعر صرف الدولار في السوق غير الرسمية نحو 9650 ليرة للشراء و9750 ليرة للمبيع، وهي معدلات مشابهة لما جرى تسجيله في كل من حلب وإدلب، ما يشير إلى استقرار واضح في التعاملات اليومية.
أما في الحسكة، فقد ظل الدولار محافظاً على مستوى أعلى نسبياً، مسجلاً 9850 ليرة للشراء و9950 للمبيع، وفق بيانات موقع "الليرة اليوم" المتخصص.
في المقابل، أبقى مصرف سوريا المركزي على سعر الصرف الرسمي دون تعديل عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، مما يكرّس استمرار الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية، رغم التقارب النسبي الأخير في بعض المناطق.
ويُعزى هذا التحسن المحدود إلى عدة عوامل، أبرزها تشديد الرقابة على السيولة النقدية، بما في ذلك آليات دفع الرواتب إلكترونياً عبر تطبيقات حكومية مثل "شام كاش"، إلى جانب انخفاض واضح في حجم الطلب على الدولار في بعض قطاعات الاستيراد.
كما لعب الهدوء الإقليمي دوراً في تعزيز ثقة الأسواق، ما أسهم في كبح جماح المضاربات ودعم قيمة الليرة مؤقتاً، ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى خبراء اقتصاديون أن التحسن الحالي لا يعكس تحولاً جوهرياً في أداء العملة المحلية، بل يرتبط بمتغيرات ظرفية مرشحة للتبدل في أي لحظة، ما لم تُرفَد بسياسات مالية واقتصادية أكثر استدامة.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز حركة العبور التجاري بين سوريا والأردن، أعلنت وزارة المالية الأردنية عن تخفيض وتوحيد الرسوم المفروضة على الشاحنات والبرادات السورية، سواء كانت محمّلة أو فارغة، والعابرة ترانزيت أو المتجهة نحو المناطق الحرة الأردنية.
وبحسب القرار الجديد، أصبحت نسبة الرسوم 2% بدلاً من 5%، على أن يُستثنى من التخفيض الشاحنات السورية الداخلة أو الخارجة من الأراضي الأردنية بشكل مباشر، أي غير العابرة.
وأوضحت وزارة النقل الأردنية أن هذا القرار جاء بتنسيق بين وزارات المالية، الصناعة والتجارة، النقل، ودائرة الجمارك العامة، بهدف تسهيل حركة البضائع بين البلدين وتقديم دعم ملموس للتبادل التجاري السوري الأردني.
في حين بدأت الحكومة السورية إجراءات لإعادة تقييم رخص الاستثمار الممنوحة في قطاع الإسمنت قبل عام 2011، في مسعى لإعادة تنظيم القطاع بما يواكب خطط إعادة الإعمار المتسارعة.
وترأس نائب وزير الاقتصاد والصناعة، باسل عبدالحنان، اجتماعاً موسعاً ضم ممثلين عن وزارة الطاقة، شركة عمران، وخبراء قانونيين وماليين، لمراجعة الرخص من حيث العدد والموقع والملكية والالتزام بالتنفيذ.
وتم خلال الاجتماع فرز الرخص المتوقفة أو غير المستثمرة، ودراسة العقبات الأمنية والمالية التي تعترض استثمارها، مع وضع خارطة طريق لإعادة تفعيل الرخص القابلة للتنفيذ، أو تعديل وإلغاء الرخص غير النشطة، ضمن آلية قانونية واضحة.
تأتي هذه الخطوة في ظل احتياج السوق المحلي المتزايد لمواد البناء، واستعداد الحكومة لتقديم تسهيلات استثمارية في الصناعات المرتبطة بالبنية التحتية.
فيما كشفت غرفة تجارة إسطنبول عن إرسال وفد من مجلس إدارتها إلى سوريا لإجراء دراسة ميدانية حول فرص الاستثمار، بالتعاون مع رجال الأعمال السوريين العائدين من تركيا.
وقال رئيس الغرفة، شكيب أفداغيتش، إن المبادرة تهدف إلى تحقيق اندماج بين الخبرات والتقنيات التركية ورؤوس الأموال السورية، بما يعزز التعاون الاقتصادي الإقليمي ويفتح الباب أمام مشاريع تنموية مستدامة.
وأشار أفداغيتش إلى إمكانية إدراج مدينة حلب ضمن الخطط الاستثمارية المستقبلية، نظراً لقربها الجغرافي والرمزي من تركيا، وهو ما يُعد مؤشراً على انفتاح تركي تدريجي نحو الاستثمار في الداخل السوري ضمن سياقات اقتصادية مدروسة.
وضمن جهود تحسين الأمن الغذائي في سوريا، أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة بدء تنفيذ اتفاقية شراكة مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) لدعم مادة الخبز في ست محافظات سورية، من خلال تمويل وتزويد 64 مخبزاً حكومياً بالدقيق المدعوم.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاقية محافظة درعا، اعتباراً من 29 أيار، على أن تُنفذ المرحلة الثانية تدريجياً في محافظات اللاذقية، طرطوس، حلب، حماة، وحمص.
ووفق البيان الرسمي، توفر الاتفاقية نحو 45 ألف طن من الدقيق حتى نهاية عام 2025، ما يتيح تغطية احتياجات ما يقارب مليوني مواطن، في ظل النقص الحاد في المواد الأساسية وتراجع قدرة الأفران على الاستمرار بسبب التكاليف المتزايدة ونقص الإمدادات.
ويُتوقَّع أن تُسهم الاتفاقية في تخفيف الضغط عن الأسر ذات الدخل المحدود، وضمان استمرارية إنتاج الخبز المدعوم في المناطق الأكثر احتياجاً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.