بعد زيارة "اللهيان".. نظام الأسد يتراجع خطوات في التقارب مع أنقرة  فماذا تغير .؟
بعد زيارة "اللهيان".. نظام الأسد يتراجع خطوات في التقارب مع أنقرة  فماذا تغير .؟
● أخبار سورية ١٥ يناير ٢٠٢٣

بعد زيارة "اللهيان".. نظام الأسد يتراجع خطوات في التقارب مع أنقرة  فماذا تغير .؟

أظهرت زيارة وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان"، إلى دمشق، حجم التأثير الإيراني على نظام الأسد بموازاة الدور الروسي، إن صعد نظام الأسد من تصريحاته المتعلقة بالتقارب مع أنقرة، بلهجة تصعيدية، قد تفضي لضياع الوساطة الروسية وتقييد مواصلة المباحثات.

ومع زيارة الوزير الإيراني، ولقائه بالإرهـ ـابي "بشار الأسد"، ثم وزير خارجيته "فيصل المقداد"، صعد الطرفان من تصريحاتهما بشأن الخطوات التي بدأت للتقارب بين أنقرة ودمشق، وقال "المقداد"، إن لقاء "بشار الأسد" والقيادة التركية، "يعتمد على إزالة الخلافات المتعلقة بمحاربة الإرهاب".

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق، أن أي لقاءات على مستوى سياسي تنعقد بين سوريا وتركيا يجب أن تبنى على أساس احترام سيادة واستقلال سوريا.

ولفت المقداد إلى الاجتماع الثلاثي في موسكو الذي ضم وزراء الدفاع من سوريا وروسيا وتركيا، قائلا: "الأمور التفصيلية تُركت لفريق من الخبراء الفنيين بالجيشين السوري والتركي يعمل على تسوية المشكلات العالقة بين البلدين بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية".

سبق ذلك تصريحات لـ "بشار الأسد"، خلال لقائه وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، قال فيها إن دمشق لن تواصل الحوار مع تركيا إلا إذا كان هدفه "إنهاء الاحتلال، ووقف دعم التنظيمات الإرهابية".

وأكد الأسد خلال اللقاء أن دمشق حريصة على التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع إيران بشكل دائم خاصة وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، وأن هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تطورات إقليمية ودولية متسارعة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.

هذه التصريحات وفق متابعين، تعطي إشارة لموقف إيران الرافض للتقارب التركي مع نظام الأسد، والتي لم تكن طرفاً فيه، بعد أن عقد أول اجتماع على مستوى وزراء الخارجية والاستخبارات في موسكو بين "روسيا وتركيا ودمشق"، في ظل غياب للدور الإيراني بشكل كامل.

كنا أن إيران عبرت متأخرة عن موقفها من هذا التقارب على لسان وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان"، في مؤتمر صحفي مشترك عقده عبد اللهيان مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في بيروت، أبدى فيه ترحيب بلاده بالحوار بين تركيا والنظام السوري، متوقعا أن يكون لها انعكاسا إيجابيا على العلاقات الثنائية.

لكن وبعد زيارة "اللهيان" إلى دمشق، بدا واضحاً أن التأثير الإيراني على نظام الأسد من خلال تصريحات "بشار والمقداد"، تؤكد الموقف الإيراني المعارض والرافض لهذا التقارب، لعدة أسباب، أبرزها أنها لم تكن طرفاً في أي اتفاق أو حوار، مايعني تراجع في الموقف الروسي والتركي.

وبدا هذا التراجع، مع إعلان وزير الخارجية التركي "مولود تشاووش أوغلو"، إنه قد يجتمع مع نظيريه وزير خارجية النظام"فيصل المقداد والروسي سيرغي لافروف" أوائل فبراير المقبل، فيما يبدو أن هناك عقبات استدعت تأجيل اللقاء المقرر منتصف الشهر الجاري.

أيضا في موسكو، قالت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الجانب الروسي يعمل لتنظيم لقاء يجمع وزراء خارجية (روسيا وسوريا وتركيا)، لافتة إلى أن العمل جار في موسكو لعقد لقاء يجمع الوزراء سيرغي لافروف وفيصل المقداد ومولود تشاووش أوغلو، لكنها لم تحدد موعد اللقاء.

وكان سلط موقع "المونيتور" الأمريكي، الضوء على التقارب التركي مع نظام الأسد، معتبراً أن هذا الحوار يواجه "مجموعة من العقبات"، لافتاً إلى أن أنقرة ودمشق تحتاجان إلى تعديل مواقفهما لتجنب الاصطدام خلال سعيهما نحو تطبيع علاقاتهم، واعتبر أن دمشق وأنقرة في "طريق وعر"، بالنظر إلى عناد بشار الأسد، والأسلوب الحسابي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


وسبق أن توقعت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير لها، أن تكون المصالحة الكاملة بين النظامين التركي والسوري، عملية "طويلة وصعبة"، لافتة إلى عمق وتعقيد الصدع بين أنقرة ودمشق في هذا الشأن، وذلك مع بدء سياسات التقارب بين الطرفين بوساطة روسية.


وأثارت التوجهات التركية حفيظة الشارع الثوري في عموم المناطق المحررة، وخرجت العديد من البيانات عن روابط وفعاليات وكيانات إعلامية ومدنية، تعبر فيها عن رفضها القاطع للتوجهات التركية في التصالح والتطبيع مع قاتل الشعب السوري، مؤكدين عزمهم المضي على درب الثورة ومطالبها، بالتوازي مع دعوات للتظاهر في عموم المنطقة رفضاَ لأي خيار يدعو للتصالح.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ