أول إعلان رسمي عن لقاء سوري – إسرائيلي بوساطة أمريكية: دلالات ورسائل سياسية
أول إعلان رسمي عن لقاء سوري – إسرائيلي بوساطة أمريكية: دلالات ورسائل سياسية
● أخبار سورية ٢٠ أغسطس ٢٠٢٥

أول إعلان رسمي عن لقاء سوري – إسرائيلي بوساطة أمريكية: دلالات ورسائل سياسية

شكّل الإعلان الحكومي عن لقاء وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس حدثاً سياسياً لافتاً، إذ يعدّ هذا اللقاء الأول الذي يُكشف عنه رسمياً عبر الإعلام الحكومي، في سياق مساعٍ إقليمية ودولية لخفض التوتر وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري.

سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية البارزة إلى تناول بيان وكالة "سانا" بشأن اللقاء السوري الإسرائيلي في باريس، حيث وصفت هيئة البث الإسرائيلية وصحيفة يديعوت أحرونوت الخطوة بأنها "غير معتادة" و"استثنائية"، فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هذا البيان هو الأول من نوعه منذ نحو 25 عاماً تنشره وسائل إعلام رسمية حول محادثات مباشرة بين الحكومتين السورية والإسرائيلية.

دلالات التوقيت والمكان
أبرز ما يلفت في اللقاء أنه جرى في باريس، المدينة التي اعتادت أن تكون ساحة لمفاوضات حساسة لا يُعلن عنها عادة. إعلان دمشق عن الاجتماع بشكل صريح يعكس استعداداً لإدخال هذا المسار في إطار العلن، بعد سنوات من التفاهمات غير المعلنة عبر وسطاء. 

ولعل التوقيت كذلك يرتبط بتطورات ميدانية وأمنية متصاعدة في السويداء والجنوب السوري، الأمر الذي يفرض على جميع الأطراف البحث عن ترتيبات جديدة لضبط الأوضاع.

محاور النقاش
أوضحت البيانات الرسمية أن النقاشات تمحورت حول خفض التصعيد ومنع التدخل في الشأن السوري الداخلي، إلى جانب مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإعادة تفعيل اتفاق 1974، وهذه النقاط تكشف عن رغبة دمشق في تثبيت الاستقرار جنوب البلاد، مقابل التزام إسرائيلي بعدم توسيع المواجهات أو استغلال الفوضى الداخلية.

البعد الأمريكي
وجود الولايات المتحدة كوسيط رئيسي في هذه الجولة يضفي ثقلاً على المسار التفاوضي، ويشير إلى رغبة واشنطن في إعادة ضبط قواعد الاشتباك في سوريا بما يضمن تقليص التوتر بين دمشق وتل أبيب، كما أن الربط بين لقاء باريس والاجتماع الثلاثي السابق في عمّان (سوريا – الأردن – الولايات المتحدة) يوحي بتنسيق إقليمي أوسع لتكريس التهدئة.

الأهمية السياسية
يأتي الإعلان الرسمي عن هذا اللقاء ليضع حداً لمرحلة من السرية كانت تحكم التواصل بين سوريا وإسرائيل، ويعكس استعداد الحكومة السورية لطرح ملف الجنوب على طاولة علنية تحت رعاية دولية. 


وهذه الخطوة قد تُقرأ كجزء من استراتيجية الانفتاح السياسي التي تبنّاها الرئيس السوري أحمد الشرع منذ تسلمه السلطة، وكمحاولة لإعادة صياغة موقع دمشق الإقليمي عبر بوابة التفاهمات الأمنية.

التحديات والآفاق
وتبقى التحديات قائمة، وعلى رأسها هشاشة التفاهمات الميدانية في السويداء، واحتمالات التصعيد الإسرائيلي، إلى جانب الانقسام الداخلي حول جدوى هذه اللقاءات، ومع ذلك، فإن تحول هذا النوع من الاجتماعات إلى مسار علني قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية، تُبنى على مبدأ التهدئة وتبادل الضمانات الأمنية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ