
أيتام "الأسد وقسد" يلطمون في فرنسا .. زيارة "الشرع" تُحبط آمالهم وتُقوض حراكهم المناهض
عقب الإعلان عن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى فرنسا، سعت بعض الأطراف والتنظيمات المرتبطة بنظام بشار الأسد و"قسد" لمحاولة عرقلة الزيارة، هذه المحاولات تضمنت التحشيد لمظاهرات ووقفات احتجاجية ضد الرئيس السوري في باريس، بهدف تصوير رفض القيادة السورية الجديدة من قبل بعض السوريين وإظهار هذا الرفض للرأي العام الفرنسي والغربي.
لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث قوبلت برفض رسمي من قبل الحكومة الفرنسية لأي احتجاجات أو وقفات مناهضة للرئيس السوري، كما تم منع الترخيص لأي تحرك احتجاجي. في المقابل، لاقت الزيارة استقبالا رسميا حافلاً من الحكومة الفرنسية، حيث تم عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بين الرئيس السوري والعديد من الشخصيات الفرنسية والسورية، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
استقبال حافل ومؤشرات تعاون قوية
على الرغم من محاولات التشويش من قبل بعض المجموعات، كانت المفاجأة الأكبر هي حجم الاستقبال الحافل من الجالية السورية في فرنسا. حيث تجمعت حشود من السوريين على الطرقات وفي أماكن إقامة الرئيس الشرع، حاملين العلم السوري الجديد، مهللين ومباركين للزيارة التاريخية التي تمثل نقطة تحول في العلاقات بين سوريا وفرنسا.
وتعليقًا على الزيارة، كتب الصحفي "أحمد مراد" عبر حسابه، أن يوم الزيارة كان واحدًا من أعظم أيامه، مشيرًا إلى أن العلم السوري كان له حضور مميز في القصر الرئاسي الفرنسي، وأن كلمات الرئيس الشرع ونظيره الفرنسي في المؤتمر الصحفي كانت كافية لتحفيز السوريين على الفخر بثورتهم ضد الطاغية السابق.
الناشطون السوريون يطرحون قضايا العدالة والمحاسبة
في إطار اللقاءات التي جرت مع الرئيس الشرع، تناول الناشطون السوريون قضايا حساسة تتعلق بالعدالة الانتقالية والمحاسبة. فقد تحدثت الناشطة السورية لبنى هناء فاضل عن تجربة مريرة مع الهجوم الكيميائي والمجازر التي تعرض لها السوريون، مطالبةً بإنجاز إجراءات عاجلة في محاكمة المجرمين، خاصةً فيما يتعلق بالتحقيقات في أحداث الساحل السوري ومصير المفقودين.
من جانبه، شدد الحقوقي السوري المعتصم الكيلاني على ضرورة فتح مسار جاد للعدالة الانتقالية ووقف الإفلات من العقاب. وقد أشار إلى أنه سمع وعودًا حاسمة من الرئيس الشرع بشأن تفعيل لجان التحقيق وتأسيس هيئة العدالة الانتقالية التي ستعمل على كشف الحقائق وإنصاف المظلومين.
وقال آخر إن :مشاهد كثيرة كانت اليوم في زيارة الشرع لفرنسا، ولكن ما لفت نظري هو هذا المشهد، موقع الدكتور برهان غليون القريب من الشرع والمتقدم على الوفد السوري وحتى على وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال لقاء بعدد من أفراد الجالية السورية في باريس".
واعتبرها "لفتة جيدة رمزيا لشخص بمكانة غليون وما يمثله لكثير من أهل الثورة، لكن الأهم أن تنعكس عمليا، من خلال مد الأيدي لجميع من كانوا فاعلين ثوريا خلال السنوات الماضية ضد الأسد، بمبدأ التشاركية لا التبعية، وبعيدا عن الولاءات، والأهم بعيدا عن الأيديولوجيا، سوريا تحتاج الجميع"
وفي خطوة لاقت إشادة كبيرة سورياً، كان أول لقاء للرئيس "الشرع" بالسيد فريد المذهان المعروف بـ "قيصر" على هامش زيارتهما إلى جمهورية فرنسا، وهو أول لقاء يعقده "الشرع" عقب وصوله إلى فرنسا، تقديراً لجهود ورمزية "المذهان" ودوره في الثورة السورية وفضح ممارسات النظام البائد.
التعاون بين سوريا وفرنسا: خطوة نحو الاستقرار
تمثل زيارة الرئيس الشرع إلى فرنسا خطوة هامة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد سنوات من القطيعة. كما تأتي في وقت حساس حيث تحاول سوريا تحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي، وتبحث عن تعزيز دورها في الساحة الدولية. وتشير هذه الزيارة إلى رغبة سوريا في تعزيز التعاون مع فرنسا في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، مع التركيز على ملفات حساسة مثل إعادة إعمار البلاد ومكافحة الإرهاب.
تُعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى باريس خطوة استراتيجية في تعزيز التعاون الثنائي بين سوريا وفرنسا، على الصعيدين السياسي والاقتصادي. كما تفتح الأفق أمام فرص كبيرة لتفعيل الدعم الفرنسي في ملفات إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا، وسط جهود متواصلة للحد من التوترات الإقليمية وتعزيز العلاقات الدولية.