
إدلب تحتفي بافتتاح مركزها الثقافي برعاية وزارة الثقافة
شهدت مدينة إدلب اليوم افتتاح مركزها الثقافي الجديد، برعاية وزارة الثقافة، في خطوة تعكس التزام الوزارة بتعزيز البنية التحتية الثقافية في مختلف المحافظات السورية، ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى إعادة تنشيط الحياة الثقافية وتمكينها كمكوّن فاعل في المجتمع.
وتخلل برنامج الافتتاح عرض مسرحي بعنوان “اسمي انتهى”، أتبعه الشاعر حذيفة العرجي بقصيدة تحمل عنوان “النصر”، ثم فقرة شعرية مفتوحة شارك فيها عدد من الشعراء الذين نقلوا عبر كلماتهم روح المرحلة وتطلعاتها. كما استضاف المركز مجموعة من المعارض الفنية المتنوعة، ضمّت أعمالاً في فنون الرسم التشكيلي والخط العربي والفسيفساء والحِرَف التقليدية، ما عكس ثراء المشهد الثقافي المحلي وتنوع أشكال التعبير فيه.
وسلّطت إحدى فقرات الحفل الضوء على التجارب الثقافية التي عرفتها المدينة خلال سنوات التحرير، في تأكيد على أن النشاط الثقافي لم يتوقف رغم الظروف، بل ظل حاملاً لذاكرة المجتمع وروحه. ولفت الانتباه مشهد مؤثر خلال لقاء الوزير محمد ياسين صالح مع شاب كفيف، والذي ألقى بيت شعر أمامه وقدم له هدية باسم المكفوفين.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أوضح وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، أن إدلب تمثل الانطلاقة الأولى لمشروع ثقافي متكامل تسعى الوزارة إلى تنفيذه في جميع أنحاء البلاد. وأكد أن هذا التوجه ينبع من قناعة راسخة بأن الثقافة ليست ترفاً، بل ركيزة للتحول الاجتماعي والسياسي، وأداة لبناء الثقة وإحياء التفاعل بين الدولة والمجتمع، كما أنها مساحة للتعبير والانفتاح.
من جانبه، شدد محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، على أهمية إعادة تفعيل المؤسسات الثقافية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد، لما لها من دور أساسي في تعزيز قيم التنوع والانتماء، ورفع منسوب الوعي الوطني. بينما استعرض مدير الثقافة في إدلب، خالد يوسف الحاج جاسم، آفاق العمل الثقافي التي يفتحها المركز أمام أبناء المحافظة.
وعلى هامش الفعالية، التقى الوزير صالح بعدد من المثقفين والفنانين والناشطين المحليين في جلسات حوارية ناقشت واقع الثقافة في إدلب، والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى السبل المقترحة لجعل المركز الثقافي منبراً مفتوحاً أمام المبادرات الشبابية والمجتمعية. كما خُتم اليوم بجلسة خاصة في “كتاب كافيه” جمعت مجموعة من الشباب المهتمين بالشأن الثقافي، وطرحت خلالها رؤى جديدة حول دور الثقافة في المرحلة القادمة، بما ينسجم مع توجه الوزارة لإشراك الشباب في صياغة مستقبل الحياة الثقافية السورية.
ومن المقرر أن تتواصل الأنشطة الثقافية في المركز خلال يومين آخرين، عبر ندوات وورش عمل وعروض فنية متنوعة، ترسيخاً لدور المركز كمؤسسة جامعة للاختلافات، ومنصة لحرية التعبير والإبداع. ويُمثل هذا الافتتاح محطة مهمة في الاستراتيجية التي تعتمدها وزارة الثقافة لإعادة ربط المؤسسات الثقافية بالمجتمع، ومنحها دوراً محورياً في بناء وعي جديد يعكس تطلعات السوريين نحو مستقبل أكثر انفتاحاً وازدهاراً.