
الأمم المتحدة تواصل دعمها لاحتواء حرائق الساحل السوري
أكدت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، استمرار عملياتها الإنسانية في سوريا بالتنسيق مع السلطات الوطنية والمحلية، لمواجهة تداعيات حرائق الغابات التي تضرب مناطق واسعة من الساحل السوري، لا سيما في ريف اللاذقية الشمالي، منذ مطلع الشهر الجاري.
وأفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الحرائق أثرت على أكثر من 60 تجمعاً سكانياً، وأدت إلى احتراق نحو 14 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ما تسبب بتشريد آلاف المدنيين وخلق احتياجات إنسانية عاجلة في مجالات الإيواء، والمياه النظيفة، والخدمات الأساسية.
وبحسب الأرقام الرسمية، تضرر أكثر من 5 آلاف شخص بشكل مباشر من هذه الكارثة البيئية، فيما تستمر عمليات الإجلاء من المناطق المصنفة عالية الخطورة.
وفي ذات السباق، صرح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أن فرق الإطفاء تمكنت من تحقيق سيطرة شبه كاملة على معظم مواقع الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي، باستثناء نقطتين في جبل التركمان، يصعب الوصول إليهما بفعل التضاريس الوعرة والألغام المزروعة.
وأوضح الوزير أن عمليات التبريد انطلقت فجر اليوم عند الساعة الرابعة، غير أن الرياح القوية أدت إلى تجدد اشتعال بعض البؤر، مشيرًا إلى أن إحدى النقاط تقع في وادٍ لا يمكن الوصول إليه إلا عبر الطائرات، بينما تقع الأخرى في سفح جبل تنتشر فيه ألغام من مخلفات النظام السابق، ما تسبب بانفجارات متفرقة صباح اليوم.
من جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها نشرت فرقاً متنقلة لتقديم الرعاية الصحية والتغذية للأطفال دون سن الخامسة، كما وفّرت، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، ووزعت “حقائب الكرامة” للنساء والفتيات، إضافة إلى مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، وأوعية مياه، ودلاء.
وفي تطور إنساني آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة السورية وافقت على تمديد استخدام ثلاثة معابر حدودية لإيصال المساعدات الإنسانية—وهي باب الهوى، باب السلام، والراعي—لمدة ستة أشهر إضافية، حتى شباط/فبراير 2026.
وأكدت المنظمة الدولية أن هذه المعابر “ما زالت تشكل طريقاً حيوياً وفعّالاً من حيث التكلفة” لإيصال الإمدادات إلى المناطق المتضررة داخل البلاد، مشيرة إلى أن أكثر من 1,500 شاحنة مساعدات مرت عبر هذه الطرق خلال العام الحالي، بزيادة قدرها خمسة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.