الرئيس الشرع لـ "واشنطن بوست": طردنا إيران وحزب الله ولن نساوم على وحدة سوريا
أكد الرئيس أحمد الشرع، في حوار موسّع مع صحيفة واشنطن بوست، أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل في المطالبة بمحاكمة الإرهابي الفار بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذه القضية تشكل نقطة توتر في العلاقة مع روسيا، وأضاف: "لا نرغب بدفع موسكو إلى خيارات بديلة في التعامل مع دمشق، لكننا لن نتنازل عن هذا الحق السيادي".
دفاع مشروع وحروب نزيهة
شدّد الشرع على أن القتال ليس عيباً إذا كان في سبيل أهداف نبيلة، موضحاً: "خضتُ حروباً كثيرة، لكنني لم أكن يوماً سبباً في مقتل إنسان بريء، وكل خطوة كانت دفاعاً عن الأرض والشعب في وجه الظلم والطغيان".
مفاوضات مباشرة مع إسرائيل
كشف الرئيس عن انخراط حكومته في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى تقدم ملموس على هذا المسار، وقال: "قطعنا شوطاً طويلاً نحو اتفاق، لكن إسرائيل مطالبة بالانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر"، في إشارة إلى اليوم الذي شهد سقوط نظام الأسد البائد.
الطموحات التوسعية لإسرائيل
أكد الشرع أن التحركات الإسرائيلية في الأراضي السورية لا تنبع من دوافع أمنية كما يُروَّج، بل من طموحات توسعية مرفوضة، لافتاً إلى أن واشنطن، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب، تدعم وجهة النظر السورية في المفاوضات الجارية.
السيادة السورية فوق كل اعتبار
قال الشرع إن سوريا يجب أن تتمتع بكامل حريتها في التصرف على أراضيها، موضحاً أن حكومته نجحت في طرد ميليشيا حزب الله وإيران من البلاد، في إطار إعادة بسط سيادة الدولة. وأضاف أن المرحلة الراهنة تُعدّ انتقالية، وتشهد صراعاً مع أطراف تسعى لفرض مشاريع انفصالية أو حكم ذاتي تحت ذرائع متعددة.
تحذير من عودة داعش
نبّه الرئيس السوري إلى أن أي تقسيم للبلاد أو بقاء قوة عسكرية خارج سلطة الدولة سيُنتج بيئة مثالية لعودة تنظيم داعش، مشدداً على أن الاستقرار في سوريا سينعكس مباشرة على المنطقة ككل، كما أن الفوضى فيها تؤدي إلى عدم استقرار إقليمي.
عقود من سوء العلاقة مع واشنطن
قال الشرع إن أحد أهم أهداف زيارته إلى الولايات المتحدة هو بناء علاقة جديدة وصحية بين دمشق وواشنطن، بعد قرن من التوتر وسوء التفاهم، مضيفاً أن كثيراً من الأميركيين باتوا يعترفون بأن سياسات بلادهم تجاه الشرق الأوسط كانت خاطئة في بعض المحطات.
رفض التوظيف الطائفي
أكد أن بعض الأطراف الإقليمية تحاول تبرير مصالحها عبر التلاعب بالهويات الدينية والطائفية، معتبراً ذلك خطراً على وحدة المجتمع السوري. وأردف: "حاربنا تنظيم داعش على مدى عشر سنوات دون تنسيق مع أي قوة غربية، ومستقبل سوريا لن يُبنى إلا بقرار وطني خالص".
وكان الرئيس أحمد الشرع قد عقد اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة وزراء من الجانبين، حيث تركزت المناقشات على توسيع التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأميركية إلى سوريا، إضافة إلى مسار رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر. ووصِف اللقاء بأنه تاريخي، كونه أول لقاء رئاسي سوري – أميركي في تاريخ سوريا الحديث.