الرئيس الشرع يزور الجامع العمري مهد الثورة وسط استقبال شعبي حاشد
الرئيس الشرع يزور الجامع العمري مهد الثورة وسط استقبال شعبي حاشد
● أخبار سورية ٦ يونيو ٢٠٢٥

الرئيس الشرع يزور الجامع العمري في درعا "مهد الثورة" وسط استقبال شعبي حاشد

زار الرئيس السوري أحمد الشرع في أول أيام عيد الأضحى مدينة درعا، مهد الثورة السورية، حيث استهل جولته من دار المحافظة، قبل أن يتوجه إلى الجامع العمري في درعا البلد، أحد أبرز معالم انطلاق الحراك الشعبي في مارس/آذار 2011.

تعد هذه الزيارة الأولى للرئيس الشرع إلى محافظة درعا منذ تسلّمه منصبه في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، وقد رافقه وفد رسمي رفيع ضم وزير الداخلية أنس خطاب ومسؤولين من الحكومة الجديدة. وكان في استقبال الوفد عدد من وجهاء المدينة وشخصيات محلية.

الجامع العمري: المكان الذي انطلقت منه الشرارة

يُعد الجامع العمري في مدينة درعا أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في سوريا، حيث يعود تأسيسه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي. يقع المسجد في قلب درعا البلد، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يضم صحنًا خارجيًا ومئذنة شامخة. 

وفي 18 مارس 2011، شهد الجامع العمري انطلاق أولى المظاهرات السلمية ضد نظام بشار الأسد، مما جعله رمزًا لانطلاقة الثورة السورية، وتحول المسجد إلى مركز للتجمعات والاحتجاجات، وأصبح منبرًا لخطباء الثورة، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الصياصنة، الذي لُقب بـ”شيخ الثورة”.  

وفي 13 أبريل 2013، تعرض الجامع العمري لقصف من قبل قوات النظام السوري، مما أدى إلى تدمير مئذنته التاريخية. وأظهرت مقاطع مصورة انهيار المئذنة نتيجة القصف، في خطوة اعتبرها ناشطون محاولة لإسكات صوت الثورة وتدمير رمزها .
وبعد عشر سنوات من تدمير المئذنة، بدأ أهالي درعا بجهود محلية إعادة ترميمها، حيث انتهت أعمال الترميم في فبراير 2024. تمت عملية الترميم بتبرعات فردية وشعبية.

ويُعتبر الجامع العمري رمزًا للصمود والتحدي في وجه القمع، ومكانًا يحمل في طياته تاريخًا من النضال والتضحيات. زيارته من قبل الرئيس الشرع تعكس التوجه الجديد للقيادة السورية في تعزيز التواصل مع المحافظات واستعادة حضور الدولة بمختلف مؤسساتها.

الجامع العمري في درعا ليس مجرد معلم ديني أو أثري، بل هو شاهد على تاريخ من الكفاح والنضال من أجل الحرية والكرامة.


استقبال شعبي ورسائل سياسية

الزيارة التي رافقتها إجراءات أمنية مشددة، شملت إغلاق بعض الطرقات وانتشار وحدات من وزارة الدفاع، لم تكن مجرد تحرك بروتوكولي، بل عكست توجهًا سياسيًا واضحًا لدى الرئيس الشرع لإعادة الاعتبار للمكان والناس، بعد إحباط من تأخر زيارة الشرع للمحافظة.

وأظهرت المقاطع المصورة المتداولة مشاهد من التفاعل الشعبي مع الرئيس أثناء وصوله إلى الجامع، وسط أجواء احتفالية اتسمت بالفرح.

وبينما تستمر الحكومة السورية الجديدة في مشروعها لإعادة تفعيل المؤسسات، تمثل درعا محطة مركزية في اختبار هذا المشروع، لا سيما وأنها كانت أول من أشعل الثورة، وقد تكون اليوم أول من يستعيد دورة الدولة ويدعمها ويدافع عنها بكل السبل.

وفي ذاكرة السوريين، الجامع العمري ليس مجرد مسجد، بل شاهد حي على لحظة تحوّل كبرى في مسيرة وطنٍ، يسعى اليوم، بخطوات صعبة لكنها واثقة، إلى النهوض من جديد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ