السرعة تقتل.. وتهور السائقين يفاقم أزمة حوادث السير في سوريا
السرعة تقتل.. وتهور السائقين يفاقم أزمة حوادث السير في سوريا
● أخبار سورية ٢٩ يونيو ٢٠٢٥

السرعة تقتل.. وتهور السائقين يفاقم أزمة حوادث السير في سوريا

تشهد مناطق مختلفة من سوريا ارتفاعاً متزايداً في حوادث السير، ما يؤدي إلى انعدام الأمان والسلامة أثناء التنقل، سواء سيراً على الأقدام أو باستخدام السيارات أو الدراجات النارية وغيرها من وسائل النقل. 


وتتسبب هذه الحوادث بخسائر بشرية ومادية، رغم التحذيرات المتكررة التي تطلقها الجهات المعنية، بما في ذلك فرق الدفاع المدني، من مخاطر تجاهل قواعد المرور، وخصوصاً تجاوز السرعة المسموح بها.

وبحسب حميد قطيني، المسؤول الإعلامي في مؤسسة الدفاع المدني، فإن فرقهم استجابت لـ 1096 حادث سير في المناطق السورية، منذ بداية العام الحالي 2025 وحتى 8 حزيران/يونيو الجاري، وقد تسببت هذه الحوادث بوفاة 66 مدنياً، بينهم 3 أطفال و5 نساء، وإصابة 1017 مدنياً، بينهم 196 طفلاً و131 امرأة، بجروح منها ما هو بليغ.

وأشار قطيني إلى أن 57% من حوادث السير التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري كانت حوادث سيارات، و29% دراجات نارية، و13% شاحنات. كما كانت 32% من الحوادث بسبب السرعة الزائدة، و12% نتيجة أعطال مفاجئة.

وفي حادث مروري وقع مؤخراً على طريق دمشق – حلب الدولي، قرب مفرق إيكاردا جنوبي حلب، يوم الجمعة 27 حزيران/يونيو الجاري، أُصيب 12 مدنياً بجروح متفاوتة. فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري أسعفت 4 مصابين، بينما أسعف مدنيون باقي المصابين، وتم نقلهم إلى مشفى حلب الجامعي.

وتتعدد أسباب وقوع الحوادث في سوريا، ومنها – بحسب حالات رُصِدت – السرعة الزائدة، لا سيما أن بعض الشباب يتباهون بالقيادة السريعة، خصوصاً راكبي الدراجات النارية، الذين يتسابقون فيما بينهم، بينما يتبع آخرون هذا الأسلوب لجذب انتباه الفتيات.

إضافة إلى ما سبق، تلعب عوامل أخرى دوراً في وقوع الحوادث، مثل عدم الالتزام بأولوية المرور، والتوقف المفاجئ، إلى جانب رداءة الطرق، والسلوكيات غير الآمنة كقيادة الأطفال للمركبات، أو إهمال فحص المكابح والإنارة، خاصة أثناء القيادة الليلية، فضلاً عن القيادة لمسافات طويلة دون إجراء فحص فني، بالإضافة إلى الازدحام المروري.

وقد أدت الحوادث المرورية في سوريا إلى خسائر مادية فادحة، تمثلت في تحطيم مركبات وآليات، كما تسببت في مقتل أشخاص وإصابة آخرين، ما عرّضهم لظروف صحية قاسية تطلبت منهم التوقف عن أعمالهم وتحمل تكاليف العلاج والمعاينات الطبية. وربما لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قد يُسجن المتسبب في الحادث عند وفاة شخص، أو يُجبر على دفع الدية، وقد تقع خلافات حادة بين العائلات.

تقول جورية المحمد من إدلب: "توفي ابني بحادث سير، كان يقود دراجة نارية فاصطدم به "فان"، نقلوه إلى المشفى وهناك توفي بسبب إصابته، وكان شقيقه ينوي قتل سائق الفان لكننا هدّأناه". بينما تعرّض كريم، وهو نازح من ريف حماة، لحادث أثناء قيادته دراجته النارية، أدى إلى كسر في قدمه، واضطر لتركيب سيخ حديد فيها.

وفيما يتعلق بـ الحلول الممكنة للحدّ من حوادث السير، فتتمثل في توعية الأهالي وتقديم نصائح لهم، مثل تجنّب السرعة الزائدة أثناء القيادة، وعدم استخدام الهاتف المحمول، وتفادي الانشغال بالمأكولات والمشروبات، والحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبة وغيرها من المركبات.

وتبذل فرق الدفاع المدني جهوداً للحد من حوادث السير، تشمل حملات توعية مباشرة، وصيانة الطرق، وتنظيم وتخطيط المسارات، بالإضافة إلى إصلاح اللوحات الإرشادية، وذلك ضمن حدود الإمكانيات المتوفرة.

وفي ظل تزايد وتكرار حوادث السير في مناطق متفرقة من سوريا، تبقى الحاجة قائمة لتطبيق أكثر صرامة لقوانين المرور، وتحسين واقع الطرق والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز حملات التوعية المرورية، تجنّباً للخسائر البشرية والمادية والمعنوية.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ