"السلوم" ينتقد إتلاف كتب النظام البائد في جامعة حلب: "مهمتكم كشف اللغة لا حرقها"
"السلوم" ينتقد إتلاف كتب النظام البائد في جامعة حلب: "مهمتكم كشف اللغة لا حرقها"
● أخبار سورية ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥

"السلوم" ينتقد إتلاف كتب النظام البائد في جامعة حلب: "مهمتكم كشف اللغة لا حرقها"

انتقد الصحفي السوري "محمد السلوم" حملة طلاب الدراسات العليا في كلية الآداب بجامعة حلب، التي تضمنت جمع الكتب المتعلقة بـ نظام الأسد البائد، تمهيداً لإتلافها، معتبراً أن هذا السلوك يعكس "ردّة فعل انفعالية" تتعارض مع الدور العلمي والبحثي للجامعات.

وقال السلوم في منشور له على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي: "محبتي لكم جميعاً يا زملاء، وأقدّر فورانكم الثوري والمعارض الأصيل والمفاجئ، لكن ممكن تتركوهم؟ اليوم نعيش حالة واضحة من محاولة إخفاء كل ما له علاقة بالنظام السابق، وكأنه لم يوجد يوماً، وهذا تصرف خاطئ."

وأضاف: "أفهم الرغبة في محو رموز النظام من الشوارع والمؤسسات العامة، لكن في المراكز العلمية والبحثية، المطلوب ليس الإتلاف، بل التحليل والدراسة"

وأوضح السلوم أن مهمة طلاب الدراسات العليا اليوم ليست التخلص من كتب النظام، بل تحويلها إلى مادة بحثية تُحلّل آليات السلطة والدعاية، قائلاً: "في أقسام اللغة العربية وعلم الاجتماع والفلسفة والتاريخ، عليكم أن تُنجزوا دراسات ورسائل علمية حول هذه الكتب، لتبيّنوا كيف بنت الديكتاتورية لغتها وأساليبها في الإقناع، وكيف أثّرت ثقافياً في المجتمع حتى لا نقع نحن أو الأجيال القادمة في الفخ ذاته."

وختم السلوم منشوره بالقول: "مهمتكم العلمية أن تصنعوا انتصارات معرفية على الفكر الاستبدادي، لا انتصارات خلبية قائمة على شعبوية رخيصة ضد كتب غطاها الغبار منذ سنوات. المعرفة لا تُحرق، بل تُفكّك وتُفهم حتى لا تعود أقوى بجهلنا بها".

ويأتي موقف "السلوم" ضمن نقاش أوسع حول كيفية التعامل مع إرث النظام البائد في المؤسسات التعليمية والبحثية، حيث يرى أن إتلاف كتب المرحلة السابقة ليس حلاً معرفياً، بل يفقد الأجيال فرصة لفهم جذور الاستبداد وآلياته الثقافية والإعلامية التي كرّسها على مدى عقود.

فمن وجهة نظره، تمثّل هذه الكتب شواهد حيّة على طريقة تفكير السلطة القديمة، وكيف استخدمت اللغة والثقافة كوسيلة لتبرير القمع وتزييف الوعي، والتعامل معها يجب ألا يكون من باب الإلغاء أو الطمس، بل من خلال تحليلها علمياً ونقدياً بوصفها أدوات دعائية لا مصادر معرفة حقيقية.

ويؤكد السلوم أن الجامعات ليست ساحات للمحاسبة السياسية، بل فضاءات للفهم والتفكيك، وأن مهمة الباحثين اليوم تكمن في تحويل هذا الإرث إلى دروس فكرية تساعد المجتمع على الحصانة ضد عودة الأنماط السلطوية ذاتها.

كما يشير إلى أن الانتصار الحقيقي على فكر النظام السابق لا يتحقق عبر إحراق كتبه أو طمس رموزه، بل عبر تفكيك خطابه وكشف منطقه الداخلي وآليات تأثيره، لتتحول تلك المواد إلى أدوات تعليمية في دراسة كيف تُبنى الديكتاتورية وكيف تسقط.

وبذلك، فإن ما يدعو إليه السلوم يعكس رؤية علمية تدعو إلى الانتصار المعرفي لا الانفعال العاطفي، وإلى بناء وعي نقدي جديد يقوم على تحليل الماضي لا نسيانه، حتى لا يتكرر الاستبداد تحت عناوين جديدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ