"السوريون الأعداء"… دراما جديدة تعيد سرد مأساة الثمانينات في الموسم الرمضاني المقبل
يستعد مسلسل "السوريون الأعداء" للانضمام إلى قائمة الأعمال الدرامية السورية المقررة للعرض خلال الموسم الرمضان القادم لـ 2026، تحت إشراف المخرج الليث حجو، الذي بدأ التحضيرات الأولية بمشاركة الفنانين السوريين بسام كوسا وسلوم حداد.
العمل من إنتاج شركة ميتافورا، وشارك في كتابته نجيب نصير ورامي كوسى ورافي وهبي، وتدور أحداثه حول مجزرة حماة عام 1982، فيعرض قصة عائلة تلاقي حتفها على يد ضابط، ولم ينجُ من الفتك سوى رضيع صغير تمكنت جارته من إنقاذه، ليصبح الناجي الوحيد من ثلاثة أجيال تم القضاء عليها.
ثلاث شخصيات رئيسية
تتشابك مسارات الأحداث الدرامية من خلال ثلاث شخصيات رئيسية، لكل منها طريقه الخاص داخل منظومة السلطة: ضابط يصعد تدريجياً في مناصب النفوذ، وطبيب يُسجن في تدمر بعد أن نجا من حكم بالإعدام، وقاضٍ يحاول التمسك بالقيم في بيئة تهيمن عليها الضغوط المفروضة، في صراع دائم بين المبادئ الأخلاقية والظروف القسرية.
يخطط أن يضم المسلسل ثلاثين حلقة، على أن تنطلق عمليات التصوير خلال الأيام القليلة المقبلة في عدة محافظات سورية، إلى جانب مشاهد ستُصور في المناطق الريفية. ويشارك في العمل، إلى جانب بسام كوسا وسلوم حداد، كل من يارا صبري وأندريه سكاف وروزينا لاذقاني.
ويكتسب العمل أهميته من تناوله إحدى أكثر المراحل حساسية في التاريخ السوري، إذ يعود إلى حقبة الثمانينات التي شهدت صدامات سياسية وتحولات اجتماعية عميقة. ويكتسب هذا الطابع خصوصيته أيضاً لأن الدراما السورية لم تتطرق سابقاً لمثل هذه المواضيع خلال عهد الأسد، في ظل الرقابة الأمنية المشددة التي كانت تفرضها السلطة على الأعمال الفنية وكل جوانب الحياة في البلاد.
مجزرة حماة 1982.. تاريخ لن ينسى
ويُذكر أن مجزرة حمــاة حدثت في شهر فبراير/شباط 1982 في مدينة حماة السورية، واستمرت 27 يوماً، نفذتها عدة فرق وألوية من الجيش السوري، وعلى رأسها قوات سرايا الدفاع، وأدت وفقاً لبيانات حقوقية منها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى نحو 17 ألف مفقود، في وقت استطاعت الشبكة توثيق قرابة 3762 مختفٍ قسرياً، إضافة إلى بيانات لقرابة 7984 مدنياً تم قتلهم، إذ لم تحظ المجزرة بأي تغطية أو توثيق أو حتى تفاعل دولي حينها.
خلفت مجزرة حماة التي استمرت 27 يوما نحو 30 إلى 40 ألف قتيل مدني، وتوثق بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 7984 منهم، كما تم تقدير المفقودين بحوالي 17 ألف شخص. كما دمر القصف العديد من الأحياء في المدينة بنسبة متفاوتة، حيث سويت بالأرض بعض المناطق بشكل كامل مثل الكيلانية والعصيدة الشمالية، ولايمكن وصف هول المجزرة التي أغفلها الإعلام الرسمي والعربي والدولي، كما لم تحظ المجزرة التي كانت أبشع إبادة في تاريخ سوريا القديم والمعاصر بأي موقف دولي.