
الشرع يبدأ غدا زيارة تاريخية إلى نيويورك وسط استعدادات سياسية وشعبية مكثفة
تداول إعلاميون مقربون في دمشق تسريبات جديدة حول برنامج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية، المقررة بين الأحد 21 والخميس 25 سبتمبر، دون صدور أي إعلان رسمي من الرئاسة السورية حتى الآن.
بحسب المعلومات المتداولة، تستعد سوريا وإسرائيل لتوقيع اتفاق أمني جديد في نيويورك، وُصف بأنه نسخة محدثة من “اتفاق فك الاشتباك” لعام 1974، ويشمل إقامة منطقة عازلة، ومنطقة مخففة السلاح، وانتشار قوات دولية، إضافة إلى ترتيبات تخص المجال الجوي. وأكدت المصادر أن الاتفاق لا يتضمن انضمام سوريا إلى “الاتفاقات الإبراهيمية”.
وسيشارك الرئيس الشرع الاثنين في حفل استقبال يقيمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع اتصالات جارية لترتيب لقاء ثنائي رسمي بينهما. كما جرى التحضير لاجتماع بين وزيري خارجية سوريا والولايات المتحدة في نيويورك.
يوم الأربعاء 24 سبتمبر، سيلقي الشرع خطاب سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يلتقي الأمين العام أنطونيو غوتيريش.
وتشير التسريبات إلى أن غوتيريش سيبلغ الرئيس السوري رسمياً قرار نقل مكتب الأمم المتحدة الخاص بسوريا من جنيف إلى دمشق، في خطوة توصف بأنها غير مسبوقة، إلى جانب بحثه ملف خلافة المبعوث الدولي غير بيدرسن، حيث تملك دمشق مرشحين محتملين للمنصب.
كما تذكر المصادر أن وزير الخارجية أسعد الشيباني سيباشر خلال الزيارة إعادة فتح السفارة السورية في واشنطن بعد 12 عاماً من الإغلاق، بينما يرافق الشرع وفد وزاري يضم وزراء الإعلام والعمل والطوارئ، إلى جانب كبار الدبلوماسيين السوريين.
التحركات الشعبية في نيويورك
على الصعيد الشعبي، أعلنت منظمات الجالية السورية في الولايات المتحدة تنظيم وقفة ترحيبية كبرى يوم الأربعاء 24 سبتمبر عند الساعة التاسعة صباحاً، في ساحة Dag Hammarskjöld Plaza المقابلة لمقر الأمم المتحدة، بمشاركة يتوقع أن تتجاوز عشرات الآلاف من السوريين القادمين من ولايات عدة، بعضهم بحافلات مخصّصة.
اللجنة المنظمة شددت على تعليمات الانضباط والسلمية، والالتزام بتوجيهات الشرطة، وعدم رفع سوى العلمين السوري والأميركي. كما جرى توزيع لافتات موحدة ورسائل إعلامية منسّقة لإظهار صورة موحّدة للجالية السورية أمام الحضور الإعلامي الكبير المتوقع من قنوات أميركية وعربية.
في المقابل، دعت مجموعات سورية معارضة إلى تنظيم مظاهرة مضادّة في التوقيت والمكان نفسيهما، لكن ناشطين من الجالية المؤيدة رجّحوا أن يقتصر حضورها على أعداد محدودة لا تتجاوز المئات، مقابل الحشود المتوقعة في الوقفة الترحيبية. وقد شددت شرطة نيويورك على ضرورة الفصل بين المظاهرتين ومنع أي احتكاك، ملوّحة بإلغاء التراخيص فوراً في حال الإخلال بالنظام.