
العثور على مقبرة جماعية تضم تسعة جثث متحللة في ريف اللاذقية
عثرت قوات الأمن الداخلي صباح الأربعاء 20 آب 2025 على تسعة جثث مجهولة الهوية داخل مزرعة تعود ملكيتها للعميد الطيار السابق في نظام الأسد البائد حسن يوسف يونس، وذلك في قرية بستان الباشا شمال مدينة جبلة، حيث وُجدت الجثث ضمن فتحة للصرف الصحي بعد أن أبلغ الأهالي عن روائح كريهة تصدر من المكان.
قال العميد عبد العزيز هلال الأحمد، قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، إن معلومات أمنية وردت إلى فرع المعلومات أفادت بوجود مقبرة جماعية في محيط القرية، ما استدعى تحرك الوحدات المختصة نحو الموقع. وأوضح أنه تم العثور على حفرة كبيرة تحتوي على تسع جثث متحللة، وقد تولت فرق الدفاع المدني عملية الانتشال، بينما باشرت المباحث الجنائية توثيق الأدلة وجمع المعلومات بإشراف الجهات المختصة.
أفادت مصادر محلية أن الجثث يُعتقد أنها تعود إلى عدد من أبناء المنطقة الذين فقدوا خلال أحداث آذار الماضي، حيث كان فصيل "السلطان مراد" يتمركز داخل الفيلا التابعة للمزرعة خلال فترة الاضطرابات قبل أن يغادرها لاحقاً.
وأكدت قيادة الأمن الداخلي أن التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة هوية الضحايا وكشف ملابسات الحادثة، مشددة على التزامها بالعمل بمسؤولية ودقة في متابعة مثل هذه القضايا، بما يضمن كشف الحقائق وترسيخ الأمن والاستقرار في محافظة اللاذقية.
وكان أكد رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين الدكتور محمد رضا جلخي، في تصريحات لوكالة “سانا”، أن ولاية الهيئة تمتد لتغطي الفترة الزمنية منذ عام 1970 وحتى اليوم، دون تحديد مدة زمنية لإنجاز عملها، مشيراً إلى أن ملف المفقودين يُعد من أعقد الملفات وأكثرها إيلاماً في سوريا.
وأوضح جلخي أن لدى الهيئة خريطة تتضمن أكثر من 63 مقبرة جماعية موثقة داخل سوريا، فيما تُقدَّر أعداد المفقودين بما يتراوح بين 120 و300 ألف شخص، وقد يتجاوز هذا الرقم بسبب صعوبة الحصر.
وبيّن أن عمل الهيئة يشكّل حجر الأساس في مسار العدالة الانتقالية والسلم الأهلي، حيث يجري وفق ستة مبادئ أساسية تشمل الشفافية، التشاركية، والشمولية، إضافة إلى هيكلية مؤقتة تضم مجلساً استشارياً وآخر تنفيذياً موزعاً على خمسة قطاعات عمل.