المعلمة بين رسالة التعليم وضغوط الحياة اليومية: معادلة دقيقة بين المدرسة والبيت
المعلمة بين رسالة التعليم وضغوط الحياة اليومية: معادلة دقيقة بين المدرسة والبيت
● أخبار سورية ١٠ أكتوبر ٢٠٢٥

المعلمة بين رسالة التعليم وضغوط الحياة اليومية: معادلة دقيقة بين المدرسة والبيت

مع بداية العام الدراسي الجديد في سوريا، عادت آلاف المعلمات إلى مدارسهن بعد العطلة الصيفية، ليبدأن رحلة متجددة تمزج بين العطاء المهني والمسؤوليات الأسرية، في ظل واقع يفرض عليهن تحديات مضاعفة، خاصة إذا كنّ متزوجات ولديهن أطفال والتزامات منزلية لا تنتهي.

بين البيت والمدرسة.. توازن صعب المنال
رغم سمو مهنة التعليم وما تحمله من رسالة إنسانية سامية تمنح المعلمة مكانة رفيعة في المجتمع، فإنها لا تخلو من صعوبات يومية. تبدأ المعلمة يومها باكراً لإنجاز مهامها المنزلية قبل التوجه إلى المدرسة، حيث تمضي ساعات طويلة بين الشرح والإشراف ومتابعة الطلاب. وبعد انتهاء الدوام، تعود إلى المنزل لتواصل أعمالها المنزلية وتحضير الدروس وتصحيح الواجبات، في يومٍ مزدحم يكاد يخلو من فترات الراحة.

إرهاق متواصل وضغوط مهنية
يقف الجسد شاهداً على متاعب المهنة، إذ تعاني المعلمات من الإرهاق وآلام الظهر والقدمين نتيجة الوقوف لساعات طويلة. كما تزيد ضغوط العمل من الإرهاق النفسي، خصوصاً مع الالتزام بإنجاز المناهج ضمن المدد المحددة ومتابعة التقييمات والامتحانات، ما يجعل يوم المعلمة حافلاً بالجهد والتوتر.

بين الأهالي والطلاب.. مسؤوليات لا تهدأ
يتطلب عمل المعلمة تواصلاً دائماً مع أولياء الأمور، وهو جانب لا يخلو من التحديات. فبعض الأهالي يطالبون بنتائج سريعة أو يتدخلون في أساليب التعليم، في حين يدعم آخرون جهودها ويدركون صعوبة مهمتها. ويُعد التوفيق بين وجهات النظر المختلفة من أكثر الجوانب حساسية في عملها اليومي.

كما تواجه المعلمة تحديات في التعامل مع طلاب تختلف سلوكياتهم وطباعهم، ما يفرض عليها صبراً وحكمة وقدرة على إدارة الصف بطريقة متوازنة تجمع بين الحزم والحنان.

ضعف الرواتب ومشقة التنقل
تواجه المعلمات في سوريا صعوبات اقتصادية إضافية، أبرزها تدني الأجور التي لا تواكب متطلبات المعيشة. ويزيد من معاناتهن تعيين بعضهن في مدارس بعيدة عن أماكن سكنهن، ما يفرض تكاليف مواصلات مرتفعة وإرهاقاً يومياً في التنقل.

تنظيم ودعم وصبر.. مفاتيح النجاح
ترى معلمات ذوات خبرة طويلة أن النجاح في المهنة يحتاج إلى تنظيم الوقت ووضع خطة يومية واضحة، إلى جانب دعم الزوج والأسرة. كما يؤكدن أن امتلاك مهارات التواصل والتفهم والصبر يساعد المعلمة على تحقيق التوازن بين واجباتها المهنية ومسؤولياتها الأسرية.

وبين رسالة التعليم النبيلة ومتطلبات الحياة اليومية، تظل المعلمة نموذجاً للعطاء والصبر، تحمل في يومها المزدحم صورة المرأة السورية التي تجمع بين العمل والتربية، وبين التعب والأمل، دون أن تفقد إيمانها بدورها في بناء جيلٍ واعٍ ومجتمعٍ أفضل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ