
الهجري يشكر إسرائيل وترامب وقسد ودول خليجية على حمايتها للأقليات
أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، بياناً جديداً يوم السبت 9 آب/ أغسطس، وجّه فيه اتهامات مباشرة للحكومة السورية بارتكاب “إبادة ممنهجة” بحق أهالي السويداء، داعياً إلى تدخل دولي عاجل وفتح تحقيقات أممية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بسبب إشادته العلنية بدور الولايات المتحدة وإسرائيل والإدارة الذاتية ودول خليجية.
وقال الهجري في بيانه إن المحافظة شهدت في الأيام الأخيرة “جرائم إبادة” تمثلت في “ذبح الأطفال أمام أمهاتهم، وإعدام الشيوخ في الساحات، وحرق المنازل، وخطف المدنيين”، متهماً دمشق بأنها تستخدم “الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين”، وزاعماً أن هذه الأفعال ترقى إلى “جرائم حرب” وفق اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
وذكر الهجري أن ما يجري “خطة إبادة صامتة” تُدار من “غرف مظلمة”، منتقداً ما وصفه بـ”حملات التزييف الإعلامي” التي تقودها وسائل الإعلام الرسمية السورية. وأشار إلى أن السويداء “لن تطلب العطف” لكنها “لن تصمت أمام المجازر”.
وشكر الهجري “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموقفه الواضح في دعم الأقليات ورفض الاستبداد”، كما قدّم الشكر “لحكومة وشعب إسرائيل لتدخلهم الإنساني”، إضافة إلى شكره لدول خليجية وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات على “دعمهم لأهلهم في السويداء”.
فيما يبدو أن هذا الخطاب يتجاوز إطار المطالبة بالحقوق المحلية إلى تبنّي كامل لخطاب دول وجهات خارجية لطالما سعت إلى استغلال ملف السويداء سياسياً وأمنياً، بما في ذلك إسرائيل، ما يضع الهجري في موقع المنسّق مع أجندات خارجية ضد الدولة السورية.
كما شدد البيان على “ضرورة انسحاب كافة المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء”، في صيغة يفهم منها طلبه لإخراج القوات الحكومية السورية من المحافظة، في محاولة لتثبيت سلطته الاستبدادية على محافظة السويداء، عبر نشر قواته المدعومة من إسرائيل في كامل المناطق.
ويكرس هذا البيان توجه الهجري لخيار المواجهة مع الدولة عبر طلبه الواضح بتدخل دولي ما يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية في الجنوب السوري، في وقت تقول فيه الحكومة إنها تعمل على إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.