“الوفاء لحلب تصل عندان: العمل التطوعي في مواجهة آثار الدمار”
“الوفاء لحلب تصل عندان: العمل التطوعي في مواجهة آثار الدمار”
● أخبار سورية ٤ مايو ٢٠٢٥

“الوفاء لحلب تصل عندان: العمل التطوعي في مواجهة آثار الدمار”

تتواصل المبادرات الأهلية والتطوعية في مدن وبلدات سوريا، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها والمساهمة في استعادة الوجه الحضاري الذي فقدته بفعل سنوات من القصف والدمار تحت سيطرة قوات الأسد. ومن بين هذه المبادرات البارزة، تبرز حملة “الوفاء لحلب”، التي انطلقت في مدينة حلب بهدف تحسين الواقع الخدمي والبيئي، بدعم من جمعيات أهلية وبمشاركة عشرات المتطوعين من مختلف الفئات العمرية والاختصاصات.

المرحلة الثانية: وصول الحملة إلى عندان

بعد نجاح المرحلة الأولى من الحملة في مدينة حلب، أطلق المتطوعون المرحلة الثانية لتشمل مدينة عندان الواقعة في ريف حلب الشمالي، وذلك بمشاركة ناشطين من المدينة، إلى جانب فرق تطوعية من حلب. وبدأ العمل على معالجة آثار الدمار الذي خلّفته قوات النظام، مع التركيز على تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات العامة الضرورية، وتنظيم حملات نظافة شاملة، وتأهيل المرافق الحيوية.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لوصول الحملة إلى عندان، حيث ظهر المتطوعون وهم ينظفون شوارع المدينة. وصرّح أحمد حلاق، المنسق الإعلامي للحملة، بأن العمل بدأ بالفعل، داعياً الجميع إلى التعاون وتشكيل فرق توعوية لخدمة المجتمع.

عندان في وجه المحنة

تقع مدينة عندان شمال غرب حلب، وقد عانت خلال سنوات الحرب من ظروف قاسية، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث كانت من أوائل المدن التي انتفضت ضد النظام الديكتاتوري، مما جعلها هدفًا للعمليات العسكرية من قبل قوات الأسد. وقد شهدت المدينة مداهمات واعتقالات جماعية، كما تحولت إلى ساحة معارك بين النظام وقوى المعارضة، وتعرضت لقصف متكرر بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية، ما أدى إلى دمار واسع وهجرة عدد كبير من سكانها.

استمرار الحراك الأهلي والخدمي

في السنوات الأخيرة، برزت العديد من الحملات والمبادرات المحلية التي تسعى إلى إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، وتأهيل المناطق المتضررة في مختلف أنحاء سوريا. ومن أبرز هذه المبادرات: “حمص بلدنا”، “قوافل العودة”، “رجعنا يا شام”، “رح نعمرها”، و”سوريا الأمل والعمل”، وهي حملات تؤكد أن روح التكاتف والمبادرة لا تزال حاضرة في المجتمع السوري.

تعكس حملة “الوفاء لحلب” وامتدادها إلى مدينة عندان مثالاً حياً على إرادة المجتمعات المحلية وأهلها على تخطي المحن التي سببتها الحرب، وإصرارهم على استرجاع ما فقدوه من ماديات، واستبدالها بالأفضل مواجهين التحديات بكل صبر وشجاعة. ومع استمرار هذه المبادرات، يبقى الأمل قائماً في أن تعود سوريا إلى حضن الحياة، ويُستعاد وجهها الحضاري الذي شوهته سنوات الاستبداد والدمار.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ