اليونسكو تستأنف أنشطتها بعد 14 عاماً: مشروع لترميم المتحف الوطني بدمشق وتعزيز التعليم الثقافي
اليونسكو تستأنف أنشطتها بعد 14 عاماً: مشروع لترميم المتحف الوطني بدمشق وتعزيز التعليم الثقافي
● أخبار سورية ١٠ يونيو ٢٠٢٥

اليونسكو تستأنف أنشطتها بعد 14 عاماً: مشروع لترميم المتحف الوطني بدمشق وتعزيز التعليم الثقافي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) استئناف أنشطتها في سوريا، بعد انقطاع دام 14 عاماً نتيجة تعليق التعاون مع نظام الأسد السابق. وأكدت المنظمة عبر موقعها الرسمي أنها أطلقت مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم دعم إسعافي عاجل لإعادة تأهيل المتحف الوطني بدمشق، في خطوة تُعدّ باكورة لانخراطها المتجدد في دعم القطاع الثقافي السوري.

وأشارت اليونسكو إلى أنها أرسلت بعثة رفيعة المستوى إلى دمشق، برئاسة السيدة مارغو بيرجون دارس، مديرة مكتب المدير العام، وذلك بهدف مناقشة سبل التعاون مع السلطات السورية المؤقتة، ووضع الأسس العملية لعودة المنظمة إلى العمل في سوريا في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام.

ويُعدّ المتحف الوطني بدمشق، الذي تأسس عام 1919، من أعرق المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط، ويضم مجموعات أثرية نادرة تعكس تنوع وثراء التراث السوري. وكان المتحف قد أغلق أبوابه عام 2012 بفعل ظروف الحرب، وأُعيد افتتاحه جزئياً في عام 2018، ليستأنف استقبال الزوار بشكل كامل في يناير/كانون الثاني 2025.

وأوضحت المنظمة أن المشروع الجاري تنفيذه بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف يركّز على تنفيذ سلسلة من التدابير العاجلة، أبرزها تعزيز البنية التحتية للمتحف، وتحسين أنظمة التخزين والأمن، والبدء بعمليات الترميم والحفظ الرقمي للتراث الوثائقي السوري، الذي لا يُقدّر بثمن.

كما تشمل المبادرة تعزيز الجانب التعليمي والتوعوي، من خلال تطوير محتوى تربوي مخصص للطلاب، وتنظيم ورش تدريبية لموظفي المتاحف، بهدف تعزيز المعرفة الثقافية والتعليم المدني، ونشر ثقافة الحفاظ على التراث بين الأجيال الشابة.

وتبلغ الميزانية الأولية للمشروع 175 ألف دولار أميركي، وسيتضمن برنامجاً متكاملاً من الأنشطة، تشمل التخطيط للطوارئ، وترميم القطع الأثرية، وترقيم الأرشيف الوثائقي، وتنظيم تدريبات متخصصة في مجالات الجرد، وعلم المتاحف، وتعليم التراث.

وأكدت اليونسكو أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطة عمل جديدة أقرها المجلس التنفيذي للمنظمة في نيسان/أبريل الماضي بالإجماع، بموجب قرار صاغته ألمانيا، وتهدف إلى دعم المرحلة الانتقالية في سوريا عبر برامج مخصصة في مجالات الثقافة والتعليم والتعافي.

وأشارت إلى أن العديد من الشركاء الدوليين قد تعهّدوا بتخصيص موارد مالية لتمويل تنفيذ البرامج، وذلك في إطار نهج تشاركي يدعم جهود التعافي الاقتصادي والاجتماعي في سوريا من خلال الاستثمار في الثقافة والتراث.

وشدّدت المنظمة على التزامها بمواصلة العمل مع السلطات السورية الانتقالية والشركاء الدوليين لضمان نجاح هذه المبادرة، وفتح آفاق أوسع لدعم استعادة الهوية الثقافية وتعزيز فرص العمل المتخصص، باعتبار التراث الثقافي حجر الزاوية في إعادة بناء سوريا المستقبل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ