انحياز المعلمين لأبنائهم في المدرسة: أثر نفسي وتحديات للطلاب
انحياز المعلمين لأبنائهم في المدرسة: أثر نفسي وتحديات للطلاب
● أخبار سورية ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥

انحياز المعلمين لأبنائهم في المدرسة: أثر نفسي وتحديات للطلاب

يقع بعض المعلّمين والمعلّمات في ممارسات تربوية غير منضبطة عندما يدرس أبناؤهم في المدرسة ذاتها التي يعملون فيها، إذ يصعب عليهم أحياناً التفريق بين دورهم كأهل ودورهم المهني داخل الصف. 

هذا ما يدفعهم – أحياناً من دون وعي – إلى منح أبنائهم معاملة تفضيلية على حساب بقية الطلاب، سواء عبر الانحياز لهم في الخلافات الصفية، أو التغاضي عن أخطائهم، أو إتاحة فرص إضافية لهم لا يحصل عليها غيرهم ما يخلق شعوراً بعدم المساواة ويؤثر سلباً في البيئة التعليمية.

إحدى التجارب

وعانى كثير من الطلاب من هذه الممارسات، ما انعكس سلباً على علاقتهم بالمدرسة وبالمعلمين على حدّ سواء. وخلّفت هذه التجربة شعوراً نفسيّاً مثقلاً لدى بعضهم، كما أرهقت عائلاتهم التي وجدت نفسها أمام آثار لا مبرر لها داخل المدرسة.

تستعرض مروى رزوق، مواطنة من ريف إدلب الجنوبي، تجربتها لشبكة شام الإخبارية، موضحة معاناتها مع ابنتها شام خلال المرحلة الابتدائية. تقول مروى إن ابنتها كانت في صف تدرس فيه ابنة إحدى المعلمات، ووقعت بينهما شجار صغير، إلا أن رد فعل المعلمة كان غير متوقع. 

إذ بدأت المعلمة بمعاملة شام بعنف نفسي، وصراخ وجهها أمام زملائها، كما منعت بقية الطالبات من التحدث أو التواصل معها، ما جعل الطفلة تعيش تجربة نفسية صعبة للغاية. وعندما حاولت الأم التحدث مع المعلمة لشرح الموقف، لم تلقى استجابة، ما دفع مروى في النهاية إلى نقل ابنتها إلى صف آخر لحمايتها من هذه المعاملة.

أسباب الانحياز

ومن جانبه، يؤكد المدرس حسن بيوش أن هذه الطريقة في التعامل مع الطلاب من قبل بعض المعلمين نابعة أساساً عن الانحياز العاطفي تجاه أبنائهم، وصعوبة الفصل بين مشاعر الأبوة أو الأمومة والواجب المهني. 

ويضيف بيوش أن غياب الوعي التربوي ونقص الفهم بأثر المعاملة غير العادلة على نفسية الطلاب الآخرين، إلى جانب شعور المعلم بضرورة حماية ابنه أمام زملائه، يعمّقان المشكلة. كما يشير إلى أن بعض البيئات المدرسية تشجع الانحياز دون مساءلة أو متابعة، وأن هذا السلوك أصبح متوارثاً أو معتاداً لدى عدد من المعلمين نتيجة الخبرات السابقة.

ضرورة إتاحة فرصة التواصل للأهالي والطلاب

ويشير بيوش إلى مجموعة من الحلول التي يمكن اتباعها للتغلب على هذه الظاهرة في المدارس، بدءاً من إتاحة قنوات للطلاب وأولياء الأمور للإبلاغ عن أي معاملة غير عادلة، مع ضمان التعامل معها بجدية وسرية. 

كما يركز على تعزيز بيئة مدرسية عادلة تقوم على الاحترام المتبادل وتطبيق المعايير الأكاديمية والسلوكية على جميع الطلاب دون استثناء. ويضيف بيوش أهمية توعية المعلمين بضرورة فصل الواجب المهني عن العلاقات الشخصية.

تشير الدراسات إلى أن انحياز المعلم أو المعلمة لأبنائهم داخل المدرسة وتفضيلهم على حساب زملائهم يترك أثراً نفسياً سلبياً على الطالب، ويزعزع ثقة الطلاب بالمعلم، ويضعهم أمام تحديات إضافية في تعلمهم. ومن هنا، تبرز أهمية توعية المعلمين بمسؤوليتهم في المعاملة العادلة لجميع الطلاب، والالتزام بالواجب التربوي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ