بعد مرور أربعة عقود.. كنيسة "سيّدة البشارة" للروم الأرثوذكس تُقيم قدّاساً على أرواح ثلاثة من أبنائها
بعد مرور أربعة عقود.. كنيسة "سيّدة البشارة" للروم الأرثوذكس تُقيم قدّاساً على أرواح ثلاثة من أبنائها
● أخبار سورية ٧ يوليو ٢٠٢٥

بعد أربعة عقود.. كنيسة تُحيي قدّاسًا على أرواح ثلاثة من أبنائها قضَوا في سجون الأسد

بقي مصير كل من جوزيف متري الجوابرة، وحنا أديب العيد، وعيسى خليل الجوابرة، مجهولاً لمدة أربعين عاماً، قضتها أسرهم وأحبتهم بانتظار عودتهم، حتى جاء الخبر اليقين بأنهم قُتلوا خلف القضبان، دون أن يقدّم النظام البائد شهادة وفاة أو جثمان أو حتى يوضح الأسباب.

وبحسب ما نشرته زمان الوصل عبر صفحتها الرسمية في موقع فيس بوك فإن أولئك الأشخاص الثلاثة يعتنقون الديانة المسيحية، وتعرضوا للاعتقال في عام 1980، ثم تم التأكد بأنهم أُعدموا من قبل النظام في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، بتهمة "الانتساب لتنظيم اليمين المشبوه"، وهي كناية استخدمها النظام البائد آنذاك للإشارة إلى "حزب البعث العراقي".

وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على حادثة الاعتقال، تأكدت كنيسة  "سيّدة البشارة" للروم الأرثوذكس، من مصير معتقليها، بعدما نشرت "زمان الوصل" قائمة تضمُّ أكثر من ألف شخص أعدمهم نظام حافظ الأسد في سجن تدمر العسكري، خلال الفترة بين عامي 1982 و1983. فأقامت الكنيسة  قدّاساً على أرواحهم في يوم السبت الماضي 5 تموز/يوليو الجاري.

هذه القصة ليست استثنائية، فٱلاف المعتقلين ابتلعتهم السجون في عهد الأسد الأب والابن، ولم يظهر مصيرهم إلا بعد عشرات السنوات، وسبق ونُشرت قصص مشابهة ومنها قصة قزحيا فريد شهوان، شاب لبناني مسيحي اُعتقل في عهد الأسد الأب، إذ قبضت عليه المخابرات السورية في مكان عمله في “شركة كيماويات سلعاتا” بلبنان بتاريخ 22 تموز/يوليو عام 1980. 

في اليوم نفسه، أُبلغ والده وزوجته عبر مركز الجيش السوري في شكا أن قزحيا موجود وسيُفرج عنه في اليوم التالي، لكن لم يُسمح لهما برؤيته. وبعد ستة أشهر، تمكّنت زوجته من زيارته في سجن المزة بدمشق، وكانت تلك آخر مرة يُرى فيها. مرّت السنوات دون أي معلومات، وظلَّ مصيره مجهولاً لأكثر من أربعة عقود.

بعد 44 عاما من اختفائه، ظهر اسم قزحيا في قوائم الأشخاص الذين أُعدموا في سجن تدمر بين عامي 1980 و1985. تبيّن أنه أُعدم عام 1981 بتهمة “الانتماء إلى تنظيم مسلح تابع لجماعة الإخوان المسلمين”، تهمة عبثية وصادمة نظراً لكونه مسيحياً، لا يمتّ بأي صلة للجماعة التي تُعرف بطابعها الإسلامي السني.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ