تصعيد "قسد" يُطفئ زينة الميلاد.. محافظ حلب يدعو المسيحيين لوقف الاحتفالات حفاظاً على السلامة
وجّه محافظ حلب، المهندس عزّام الغريب، نداءً عاجلاً إلى أبناء المدينة، لا سيما من الطائفة المسيحية، داعياً إلى التوقف المؤقت عن التجمعات واحتفالات عيد الميلاد، إثر تصعيد عسكري جديد من قبل ميليشيا "قسد"، استهدفت خلاله أحياء وسط المدينة بالرصاص والقصف العشوائي، بالقرب من مناطق الاحتفالات.
وقال الغريب في بيان رسمي، مساء الإثنين، إن هذا التصعيد يشكل "انتهاكاً مباشراً لأمن وسلامة المدنيين"، مشيراً إلى أن الأحياء التي تضم فعاليات الميلاد وكنائس المدينة كانت على مقربة من مناطق الاشتباكات، ما يُعرض المحتفلين للخطر.
تأكيد على المتابعة الأمنية وحماية الأهالي
وشدد محافظ حلب على أن الجهات المختصة تتابع التطورات الميدانية بدقة، وتتخذ الإجراءات اللازمة لاحتواء مصادر التهديد، مؤكداً أن "سلامة المواطنين هي أولوية مطلقة"، ومناشداً الأهالي الالتزام بالتعليمات والتعاميم الصادرة حتى إشعار آخر.
عيد الميلاد في سوريا... روح تتحدى الجراح
تُعد احتفالات عيد الميلاد في سوريا، وخصوصاً في مدينة حلب، مناسبة دينية ووطنية عزيزة تجمع السوريين من مختلف الطوائف، حيث تتزين الكنائس والشوارع بالأضواء، وتُقام القداديس والفعاليات العامة التي تعكس طابع التعايش في البلاد. وتشهد أحياء مثل العزيزية والجميلية والسليمانية في حلب تقاليد احتفالية سنوية، كانت هذا العام تستعيد ألقها بعد سنوات الحرب.
غير أن التصعيد الأخير يعيد مشهد الخطر والقلق إلى الواجهة، ويهدد أجواء الفرح والطمأنينة التي لطالما حرص السوريون على إحيائها رغم الألم، ما يجعل قرار تعليق الاحتفالات خطوة احترازية لحماية أرواح المدنيين، بانتظار استعادة الأمن الكامل في المناطق المتضررة.
"قسد" تخرق الهدوء في حلب... مدنيون شهداء وبيانات رسمية تُدين وتُحذر من انفجار الوضع
استشهد طفل وامرأة، وأصيبت طفلة بجروح، مساء اليوم الإثنين 22 كانون الأول، جراء قصف نفذته قوات سوريا الديمقراطية استهدف منزلاً في حي الجميلية بمدينة حلب، وأفادت مؤسسة الدفاع المدني السوري أن فرقها تدخلت فوراً لإخماد الحريق، وانتشلت جثمان السيدة، ونقلت الضحايا إلى الطبابة الشرعية في حلب.
إنذار عاجل وتحذير للسكان
وأصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري إنذاراً عاجلاً لسكان مدينة حلب وريفها، وللمدنيين المتوجهين إلى المدينة، دعت فيه إلى عدم الاقتراب من دوار الليرمون ودوار الشيحان والطرق الواصلة إليهما، مع التشديد على الالتزام بتعليمات الجهات الأمنية ووزارة الداخلية السورية حفاظاً على السلامة.
مناطق ضمن دائرة الخطر
حددت المؤسسة المناطق الأكثر خطورة، وهي دوار الليرمون، ودوار الشيحان، وشارع شيحان، ومساكن السبيل. كما دعت المدنيين القاطنين قرب مناطق الخروقات إلى التزام المنازل، وتجنب الصعود إلى الأسطح أو التواجد في الأماكن المكشوفة، والابتعاد عن الشرفات والنوافذ تحسباً لسقوط مقذوفات عشوائية.
وأكدت المؤسسة ضرورة تحري المعلومات من المصادر الرسمية والموثوقة فقط، مشيرة إلى أن الإنذار يبقى سارياً حتى صدور إشعار آخر.
الأمن الداخلي: انتشار مكثف وإخلاء مدنيين
قال قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب، العقيد محمد عبد الغني، إن القوات الأمنية تعمل التزاماً بواجبها الوطني على إخلاء المدنيين وتأمين سلامتهم في المناطق التي تتعرض لاعتداءات من ميليشيا "قسد"، مع تنفيذ انتشار أمني مكثف لضمان استقرار المدينة وحماية الأهالي وممتلكاتهم.
وحذّر عبد الغني من أي محاولات للعبث بأمن حلب أو تهديد سلامة سكانها، مؤكداً أن القوات ستتعامل مع هذه المحاولات بكل حزم وفق القوانين والأنظمة النافذة، مع الاستمرار في العمل بحذر ومسؤولية لحماية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، مشدداً على أن أمن المواطنين أولوية قصوى.
محافظ حلب: خروقات متكررة وتصعيد مفاجئ
كشف محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، أن قوات "قسد" ارتكبت خلال الفترة الماضية خروقات متكررة في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود، طالت المدنيين وأمنهم، مشيراً إلى أنه في 22 كانون الأول فوجئت الجهات الرسمية بسحب الحواجز المشتركة من جانب تلك القوات دون تنسيق مسبق، أعقبه استهداف مباشر للمدنيين وقوى الأمن الداخلي والجيش السوري وفرق الدفاع المدني.
توصيات عاجلة للأهالي ورفع الجاهزية
أوصى الغريب أهالي حلب، ولا سيما القاطنين قرب مناطق الاشتباك، بعدم الاقتراب من مواقع التوتر، وتجنب الطرق المؤدية إلى مركز المدينة حتى إشعار آخر، والالتزام بعدم التجمع والتعاون الكامل مع قوى الأمن الداخلي، إضافة إلى البقاء في المنازل والأماكن الآمنة، والتحري عن المعلومات من المصادر الرسمية فقط.
وأكد المحافظ رفع الجاهزية في جميع المديريات المختصة، وفي مقدمتها مديريات الطوارئ والكوارث والصحة والخدمات والشؤون الاجتماعية، لضمان سرعة الاستجابة والتدخل عند الحاجة، مشدداً على أن سلامة المواطنين مسؤولية الدولة، وأن الجهات المعنية لن تتهاون في حماية أهالي حلب وردع كل من يهدد أمنها.
وأعلنت وزارة الصحة السورية، مساء اليوم الإثنين، وفاة شاب ووالدته وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم طفل وطفلة وعنصران من الدفاع المدني، جراء قصف استهدف منطقة سكنية قرب مستشفى الرازي في مدينة حلب.
وأوضحت الوزارة أن فرق الإسعاف نقلت جميع المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، مؤكدة أن حالتهم الصحية تخضع للمتابعة الطبية المستمرة من قبل الكوادر المختصة.
وبيّنت أن القصف طال محيط منشآت طبية، معتبرة ذلك انتهاكًا يهدد سلامة المدنيين واستمرارية الخدمات الصحية، ومشددة على أن استهداف المناطق القريبة من المرافق الطبية يشكّل خطرًا مباشرًا على المرضى والطواقم الطبية.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة أن جميع مستشفيات محافظة حلب في حالة جاهزية تامة، مع استنفار الكوادر الطبية وتأمين المستلزمات والأدوية الضرورية للتعامل مع أي طارئ.
ودعت الوزارة المواطنين إلى توخي الحذر والابتعاد عن النوافذ والشرفات والالتزام بالأماكن الآمنة قدر الإمكان، مشيرة إلى ضرورة الاتصال برقم الطوارئ 110 أو التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال وقوع أي إصابة، مع التأكيد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية وعدم تداول الشائعات
"قسد" تستهدف "الخوذ البيضاء" في حلب ودمشق تنفي مزاعم الهجوم على مناطق سيطرتها
وكانت أعلنت مؤسسة الدفاع الوطني السوري، يوم الإثنين 22 كانون الأول، عن إصابة اثنين من عناصر الدفاع المدني السوري التابعين لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، بعد تعرّضهم لإطلاق نار مباشر من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أثناء تنفيذهم مهام رسمية على دوار الشيحان في مدينة حلب.
وأوضحت المؤسسة أن سيارة إنقاذ من نوع "بيك آب"، تحمل شارات الدفاع المدني بشكل واضح، كانت تقل أربعة من عناصر الطوارئ في طريقهم إلى مبنى مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة حلب، حين تم استهدافهم بشكل مفاجئ، ما أسفر عن إصابة عنصرين تم إسعافهما إلى المشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
ولاحقاً جددت قوات سوريا الديمقراطية، استهدافها لفرق الدفاع المدني السوري التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث للمرة الثانية في مدينة حلب، إذ تم استهداف فريق إطفاء من الدفاع المدني بقذيفة هاون وفق المعطيات الأولية أثناء استجابة الفريق وعمله بإخماد حريق في حافلة ناجم عن سقوط قذيفة عليه في مبنى الجمارك بحي السريان بمدينة حلب، ولم تسجل إصابات في الفريق ولكنه بسبب الاستهداف المباشر له اضطر للانسحاب من الموقع وعدم إكمال عملية إخماد الحريق.
"قسد" تنتهك القانون الإنساني
أكدت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أن استهداف فرق الدفاع المدني يُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني، ويهدد جهود الاستجابة الطارئة لإنقاذ المدنيين، كما يعوق تقديم الخدمات الحيوية في مناطق ما تزال بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.
الجيش ينفي مزاعم قسد ويحمّلها مسؤولية التصعيد
من جهتها، نفت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية ما روجته قنوات إعلامية تابعة لـ"قسد" حول تعرّض مواقعها لهجوم من قبل الجيش السوري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وأكدت الوزارة أن قوات "قسد" هي من بادرت بالهجوم على نقاط انتشار قوات الأمن الداخلي والجيش السوري في محيط حي الأشرفية، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم، مضيفة أن وحدات الجيش تتعامل مع مصادر النيران التي تستهدف منازل المدنيين وتحركاتهم في المنطقة، وتواصل الرد على نقاط إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.