تفاعل جماهيري ورسمي واسع عقب فرض غرامة على نادي الكرامة
شهد الرأي العام والوسط الرياضي في سوريا، تفاعلاً واسعاً مع قضية لاعب نادي الوحدة "ميلاد حمد" بعد قرار لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم السوري بفرض غرامة مالية قدرها مليون ونصف المليون ليرة سورية على نادي الكرامة، على خلفية هتافات جماهيرية خلال مباراة الفريقين.
وفي التفاصيل تداول ناشطون منشورات مثيرة للجدل نشرها اللاعب "ميلاد حمد"، على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت دعوات تحريضية تجاه محافظة إدلب وسكانها، من بينها عبارات تدعو إلى تحويل إدلب إلى "رماد"، بالإضافة إلى منشورات تمجّد قتلى النظام البائد في الكلية الحربية بحمص، وهو ما أثار استياء واسعًا بين المشجعين وجعلهم يردون بهتافات احتجاجية خلال المباراة.
وفي أعقاب الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب العقوبة المفروضة على نادي الكرامة، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم في بيان رسمي عدم علاقته بقرار لجنة الانضباط الخاص بعقوبة نادي الكرامة على خلفية الهتافات التي طالت "ميلاد حمد"، في مباراة الكرامة والوحدة.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الموقف الرياضي الرسمية عن المستشار القانوني الدكتور "فراس المصطفى"، رئيس لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، قوله إن "العقوبة المفروضة على نادي الكرامة جاءت نتيجة تقريري حكم ومراقب المباراة".
وذكر أن التقرير لم يشر فقط إلى عبارة "لعن روح اللاعب"، بل رغم رفضها وثّق ورود عبارات شتم أخرى بذيئة في التقرير نفسه وأشار: "بصرف النظر عن اسم اللاعب وخلفياته فنحن على مسافة واحدة من الجميع".
واعتبر أن "القرار غير قابل للاستئناف بحسب القانون لكن في حال ظهرت أدلة جوهرية جديدة رغم بذل العناية يتم حسب المادة 35 التماس إعادة النظر بالعقوبة وثبوت عكس ماورد فإنه يتم معاقبة المراقب وإسقاط العقوبة" مؤكداً أن مبدأ الشفافية هو المنهج والجميع تحت سقف القانون.
وأثار قرار الغرامة المالية غضبًا واسعًا في الشارع الحمصي، حيث شهدت المدينة تجمع عشرات المواطنين أمام مقر نادي الكرامة للتعبير عن رفضهم للعقوبة، معتبرين أن الهتافات الجماهيرية كانت رد فعل طبيعي على منشورات اللاعب، وأن لجنة الانضباط لم تأخذ في الحسبان السياق الكامل للحدث والممارسات السابقة للاعب.
وأصدر نادي الكرامة بيانًا رسميًا أكد فيه اعتراضه على القرار، موضحًا أن العقوبة جاءت دون مراعاة للتاريخ النضالي للنادي وتضحياته، وأن المنشورات الاستفزازية للاعب كانت السبب الحقيقي في الغضب الشعبي، وأن ما قام به الجمهور كان موقفًا واعيًا يعكس رفضًا لما اعتبروه محتوى مسيئًا وغير أخلاقي.
من جانبه وجّه محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى رسالة رسمية إلى اتحاد كرة القدم السوري، عبّر فيها عن استغرابه الشديد من العقوبة المقررة ضد جمهور نادي الكرامة، مؤكدًا أنه حضر المباراة شخصيًا ولم يلحظ أي إساءات مباشرة من الجمهور، بل رأى موقفًا واعيًا يعكس رفض منشورات اللاعب المسيئة لأهل إدلب.
وطالب المحافظ الاتحاد بإعادة النظر في القرار وإلغاء العقوبة المفروضة على الجمهور، ومساءلة اللاعب على ما نشره على حساباته، بما في ذلك المطالبة باعتذار علني وواضح منه، مع التأكيد على اعتماد مقاربة عادلة ومتوازنة تحمي السلم الرياضي ولا تحمل المسؤولية على الجمهور الذي عبّر عن موقف أخلاقي ووطني.
وكانت أعلنت إدارة نادي الوحدة الدمشقي إيقاف اللاعب ميلاد حمد عن ممارسة النشاط الرياضي داخل النادي حتى إشعار آخر، مع تحويل ملفه إلى اللجنة المختصة في الاتحاد السوري لكرة القدم للنظر في وضعه واتخاذ الإجراءات النظامية المناسبة وفق القوانين المعمول بها.
كما تفاعلت الأندية السورية الأخرى مع القضية، حيث أبدى نادي أمية تأييده لنادي الكرامة وجماهيره على مواقفهم الوطنية، مشيدًا بوعي الجمهور وإحترامه للقيم الوطنية، وأكد دعمه لقرار نادي الوحدة بإيقاف اللاعب ميلاد حمد.
إلى ذلك أصدرت إدارة نادي خان شيخون الرياضي بيانًا أعربت فيه عن شكرها لنادي الكرامة وجمهوره على مواقفهم تجاه إدلب، كما أشادت بقرار إدارة نادي الوحدة فيما يتعلق بإيقاف اللاعب، مؤكدة تطلعها إلى رياضة حرة تحترم قيم الشعب السوري وتضحياته، وتحرص على تعزيز الكرامة والمبادئ الأخلاقية في الملاعب.
وأوضح مجلس إدارة نادي الكرامة في بيانه الرسمي رفضه القاطع للعقوبة المالية التي فرضتها لجنة الانضباط والأخلاق على النادي بسبب هتافات جماهيره ضد لاعب نادي الوحدة ميلاد حمد، معتبرًا أن القرار تجاهل تضحيات النادي وشهدائه، وأن جماهيره حوّلت اللقاء الرياضي إلى فعالية وطنية لتخليد ذكرى الشهداء بحضور المسؤولين الرسميين.
وأكد البيان أن استفزاز الجمهور جاء نتيجة مشاركة اللاعب الذي سبق أن نشر منشورات مسيئة على صفحته الشخصية، وأن التعبير عن الرأي الثوري من قبل الجماهير كان ضمن السياق الوطني والأخلاقي.
هذا وشدد النادي على أن العقوبة تمثل إساءة معنوية للنادي وجماهيره، مطالِبًا اتحاد كرة القدم بالعودة عن القرار، وإصدار اعتذار رسمي، مؤكدًا على استمرار دعم النادي للرياضة الوطنية واحترامه لتضحيات الشعب السوري وثورته.