توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة وموقف شعبي رافض لوجود الاحتلال
توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة وموقف شعبي رافض لوجود الاحتلال
● أخبار سورية ١٤ فبراير ٢٠٢٥

توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة وموقف شعبي رافض لوجود الاحتلال

شهد ريف القنيطرة الجنوبي صباح اليوم توغلًا عسكريًا إسرائيليًا، حيث دخلت قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة الرفيد وقرية رويحينة بعدد من المدرعات والآليات، وأقامت حواجز على مداخلها، قبل أن تنسحب لاحقًا دون الإعلان عن أسباب واضحة لهذه التحركات.

وبحسب مصادر محلية، دخلت القوة العسكرية أحد المنازل عنوة وفتشته ومن ثم خرجت منه، كما طالبت وجهاء قرية الرفيد بعقد اجتماع معها، حيث قدمت بعض العروض فيما يبدو انها محاولة لشراء الذمم.

وقال نشطاء لشبكة شام أن العروض الإسرائيلية قوبلت بالرفض القاطع من قبل الأهالي الذين أكدوا موقفهم الثابت الرافض لأي وجود إسرائيلي في المنطقة.

وكما في المرات السابقة، حاول الاحتلال تقديم مساعدات غذائية وكهرباء ووقود وحتى مد شبكات الإنترنت للقرى الحدودية، إلا أن السكان رفضوا جميع العروض، مشددين على أن الاحتلال غير مرحب به في أرضهم، ومعتبرين هذه المحاولات محاولات مشبوهة لكسب تأييد السكان أو فرض نوع من النفوذ على المنطقة.

وتأتي هذه التحركات وسط حالة توتر أمني متزايد في الجنوب السوري، حيث تكررت عمليات التوغل الإسرائيلي في الاسابيع الأخيرة، في ظل غموض حول دوافع الاحتلال، وما إذا كانت هذه التحركات تأتي في إطار عمليات استطلاع عسكرية أو جسّ نبض لمواقف الأهالي.

حتى اللحظة، لم تصدر أي تصريحات رسمية من قبل الجهات العسكرية أو السياسية في دمشق حول هذه التوغلات، فيما لا تزال الأوضاع متوترة في المنطقة الحدودية، وسط ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة.

وكشفت تقارير إعلامية عبرية عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء “حزام أمني” داخل الأراضي السورية، يمتد عبر مناطق جنوب سوريا المحاذية للجولان المحتل وحدود الأردن، في خطوة غير مسبوقة منذ حرب 1973.

ووفقًا للصحفي العسكري الإسرائيلي “دورون كادوش”، أنشأ الاحتلال بالفعل تسعة مواقع عسكرية محصنة داخل هذا الحزام، موزعة بين جبل الشيخ (حرشيتا)، القنيطرة، وريف درعا الغربي. وتشمل هذه القواعد بنية تحتية متكاملة، من مساكن للجنود ونقاط مراقبة إلى أماكن عبادة، مما يعكس مدى تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في سوريا.

وأفاد التقرير بأن جيش الاحتلال يستخدم بنى تحتية عسكرية كانت تابعة لقوات الأسد، ويقيم حواجز داخل القرى السورية، ويحدد مناطق تحرك السكان عبر وضع براميل إرشادية ونقاط تفتيش، ضمن خطط لتشديد السيطرة الأمنية. كما أشار إلى توسع التنسيق الأمني الإسرائيلي-الأردني، حيث باتت القوات الإسرائيلية تتمركز على الجانب السوري من الحدود الأردنية، ما وسّع النفوذ الإسرائيلي داخل سوريا لمسافة تصل إلى 6 كيلومترات.

وأكد التقرير أن إسرائيل لم تحدد موعدًا لإنهاء وجودها العسكري في سوريا، حيث ستنشر ثلاث فرق عسكرية على الأقل في الجنوب السوري خلال عام 2025، مقارنة بكتيبتين فقط قبل حرب 7 تشرين الأول.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، حيث نفذت سلسلة من التحركات الميدانية والغارات الجوية استهدفت البنية التحتية العسكرية والوجود العسكري السابق للنظام..

حيث تقدمت القوات الإسرائيلية وسيطرت على نحو 23 بلدة وقرية في القنيطرة ودرعا، بما فيها مناطق محاذية لخط وقف إطلاق النار في الجولان، وسيطرت على جبل الشيخ، الذي يحوي مصادر مائية كبيرة، ويعد موقعًا استراتيجيًا يطل على أجزاء واسعة من جنوب سوريا ولبنان.

توغلت باتجاه سد الوحدة على الحدود السورية الأردنية، وسيطرت عمليًا على نهر اليرموك، ما يهدد الأمن المائي للمنطقة.

واستهدفت اسرائيل بعد سقوط الأسد بمئات الغارات الجوية معسكرات ومستودعات الأسلحة في جميع المحافظات السوري وخاصة في دمشق وريفها ودرعا والسويداء وحمص وحماة وأيضا اللاذقية وطرطوس، حيث طالت الغارات مواقع الرادارات والدفاع الجوي، وتم تدمير أكثر من 60% من مستودعات الأسلحة والصواريخ التي كانت تابعة للنظام أو الميليشيات الموالية له.

وتستمر إسرائيل في تعزيز وجودها العسكري في المناطق التي سيطرت عليها جنوب سوريا، وسط تحذيرات دولية من تداعيات هذا التصعيد على مستقبل البلاد واستقرار المنطقة بأكملها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ