حادثة اغتصاب تذكر السوريين بفظائع الانتهاكات بسجون الأسد
حادثة اغتصاب تذكر السوريين بفظائع الانتهاكات بسجون الأسد
● أخبار سورية ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥

حادثة اغتصاب تذكر السوريين بفظائع الانتهاكات بسجون الأسد

أثارت حادثة الاعتداء الجنسي على شابة تُدعى روان، تبلغ من العمر 20 عاماً، حالة غضب في الأوساط الشعبية، تنحدر تلك السيدة من قرية حورات عمورين بريف حماة الغربي، تعرضت للاختطاف أثناء توجهها إلى عملها في مدينة سحلب على يد شخصين يستقلان دراجة نارية، ثم أُقتيدت إلى أرض زراعية حيث تعرّضت للاعتداء والتعذيب.

أشعلت هذه الحادثة موجة غضب عارم لدى السوريين بمختلف أطيافهم، ودعوا الحكومة والجهات المعنية إلى البحث عن الجناة والقبض عليهم، وإنزال أقصى العقوبات بهم، خاصة أن هذه القصة فتحت جرحاً قديماً في ذاكرة السوريين.

فالعديد من السيدات المعتقلات سابقاً لدى قوات الأسد تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي داخل السجون، وهو أمر لطالما أوجع السوريين وعذَّبهم نفسياً، خاصة كل أب أو أخ لديه زوجة أو ابنة أو أخت محتجزة، وهو يعلم أنها تتعرض لانتهاكات وحشية لا يمكن لعقل بشري تحمّلها.

اختلفت مصائر السيدات اللواتي دخلن السجون؛ فمنهن من ماتت خلف القضبان دون أن يراها أهلها أو يودّعونها لآخر مرة، بل دون أن يعلموا عنها أي شيء، في المقابل، خرجت أخريات، فبعضهن فضّلن الصمت والتواري عن الأنظار.

بينما أخريات خرجن عبر وسائل الإعلام، ليتحدثن بشجاعة عن الانتهاكات التي تعرّضن لها على يد قوات الأسد البائد، يفضحن الانتهاكات التي كان يقوم بها مع المعتقلين، خاصة جرائم التعذيب الوحشي والاغتصاب والقتل وغيرها.

لطالما حاول النظام البائد تكذيب شهادات الناجيات، رغم انتشارها في وسائل الإعلام وحصولها على دعم واسع من الناشطين السوريين. ورغم محاولاته المستمرة لتشويه الروايات والتشكيك بها، باءت جهوده بالفشل أمام الحقائق المتواترة.

ومؤخراً قبضت الحكومة السورية على أشخاص كانوا يعملون لصالح النظام البائد، ووثقت اعترافاتهم في تحقيقات مصوّرة، وفي أحد مقاطع الفيديو، اعترف أحد الموقوفين باغتصاب تسع نساء، وكشف أن النظام كان يحضر نساء إلى السجون، حيث يتم اغتصابهن ثم قتلهن بعد ذلك، في مشهد يعكس حجم الفظائع التي مورست بحق معتقلات في تلك المرحلة.

الاغتصاب لا يقتصر على الأذى الجسدي، بل يؤثر على ثقة المرأة بنفسها، ويحرمها الشعور بالأمان، وينعكس على علاقتها مع من حولها. والكثير من النساء يعانين بعد هذه التجربة من اضطرابات مثل القلق، الاكتئاب، الشعور بالذنب، الانطواء، أو حتى فقدان القدرة على ممارسة حياتهن بشكل طبيعي.

ولكي تتجاوز المرأة هذه المحنة، فهي بحاجة إلى دعم نفسي حقيقي، ومساحة آمنة للتعبير عمّا مرّت به، دون خوف من الإدانة أو التشكيك. كما أن وجود مختصين في الدعم النفسي، إلى جانب بيئة مجتمعية متفهمة، يساعد بشكل كبير في عملية التعافي، ويمنحها فرصة لاستعادة حياتها واستقرارها النفسي من جديد.

يدعو الأهالي في سوريا، والنساء المتضررات على وجه الخصوص، إلى ضرورة إنزال أقصى العقوبات بكل من تورّط في جرائم الاغتصاب من عناصر النظام البائد وغيرهم، ويطالبون بمحاسبة الجناة بشكل عادل وصارم، وأن يُؤخذ حق جميع النساء اللاتي تعرضن لهذه الانتهاكات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ