حملة "شفاء 2"… مبادرة طبية واسعة لإنقاذ الأرواح وتعزيز الأمل في سوريا
حملة "شفاء 2"… مبادرة طبية واسعة لإنقاذ الأرواح وتعزيز الأمل في سوريا
● أخبار سورية ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥

حملة "شفاء 2"… مبادرة طبية واسعة لإنقاذ الأرواح وتعزيز الأمل في سوريا

في مبادرة وُصفت بأنها الأكبر من نوعها على صعيد التغطية الجغرافية والمشاركة الطبية، أطلقت وزارة الصحة السورية بالتعاون مع منظمات وجمعيات دولية ومحلية حملة "شفاء 2"، التي تستهدف إجراء أكثر من ألف عملية جراحية مجانية في عدة محافظات سورية، بمشاركة نحو 130 طبيباً من داخل البلاد وخارجها، بينهم عدد كبير من الأطباء السوريين المغتربين في أوروبا.

شمولية وتوسع في الاختصاصات
تشمل الحملة محافظات دمشق، حماة، حلب، حمص، إدلب، اللاذقية، درعا، ودير الزور، وتغطي معظم التخصصات الطبية من الجراحة العامة إلى القسطرة القلبية والجراحات العصبية والعظمية والبولية والداخلية، إضافة إلى جراحة الأطفال، مع توفير دعم لوجستي مباشر من مديريات الصحة في هذه المحافظات.

وأوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، الدكتور زهير القراط، أن "شفاء 2" تمثل امتداداً لحملة "شفاء 1" التي نُفذت في أبريل/نيسان الماضي، لكنها تتميز بانتشار أوسع ومشاركة أكبر من الأطباء المغتربين، مؤكداً أن هذه المشاركة تحمل رسالة تضامن إنسانية تعكس ارتباط السوريين بالخدمة العامة لوطنهم رغم التحديات.

إنجازات النسخة الأولى
وفق البيانات الرسمية، نجحت حملة "شفاء 1" في تنفيذ 670 عملية جراحية خلال ثلاثة أسابيع، شملت تخصصات متنوعة مثل الجراحة العصبية والقلبية والعظمية والبولية والهضمية، بمشاركة أكثر من 110 طبيباً. كما تضمنت الحملة تدريب الكوادر المحلية وصيانة الأجهزة الطبية المعطلة، ما عزز من قدرات القطاع الصحي المحلي.


توسع نوعي وتدريب ميداني
من جانبه، أوضح مسؤول الحملات والبعثات في وزارة الصحة، الدكتور أحمد المصري، أن "شفاء 2" أكثر شمولاً من سابقتها سواء في عدد العمليات أو الاختصاصات، مشيراً إلى إدخال تخصصات جديدة مثل الطب النفسي وطب الأطفال، إلى جانب استجابة إسعافية في الجنوب نتيجة الظروف الأمنية الأخيرة.

وبيّن المصري أن الحملة لم تقتصر على العمليات الجراحية، بل شملت ورشات تدريبية ومحاضرات أكاديمية للكوادر الطبية الشابة تجاوزت 1600 ساعة تدريبية، مشدداً على أن الوزارة بصدد إطلاق حملات لاحقة تغطي خريف وشتاء 2025 وربيع وصيف 2026.

تحديات وتطلعات
رغم العقبات المتعلقة بنقص المعدات الطبية الحديثة وقلة الكوادر، تمكنت الحملة من تجاوز كثير منها عبر شحنات دعم لوجستي ومعدات تبرع بها أطباء مغتربون، إضافة إلى تسهيلات حكومية لتسريع دخول هذه المستلزمات. وأكد المصري أن الأولوية في العمليات كانت للحالات الحرجة والأطفال، لافتاً إلى أن بعضها أُجري لأول مرة داخل سوريا.

رسالة أمل وتضامن
تُمثل حملة "شفاء 2" مثالاً حياً على إمكانية تحويل التضامن إلى عمل طبي وإنساني ملموس، يسد فجوات الرعاية الصحية في بلد أنهكته الحرب والأزمات. ويرى مراقبون أن هذه التجربة يمكن أن تكون نموذجاً قابلاً للتكرار والتطوير في السنوات المقبلة، شريطة تعزيز الشراكات المجتمعية وضمان استمرارية الدعم المحلي والدولي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ