خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي.. حسياء الصناعية تستقطب المزيد من المستثمرين
خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي.. حسياء الصناعية تستقطب المزيد من المستثمرين
● أخبار سورية ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥

خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي.. حسياء الصناعية تستقطب المزيد من المستثمرين

تتصدر المدينة الصناعية في حسياء المشهد الصناعي السوري مع تزايد الطلب على المقاسم الاستثمارية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط البلاد ويجعلها نقطة جذب طبيعية للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب، خصوصاً بعد مرحلة التحرير التي فتحت الباب واسعاً أمام إعادة تفعيل النشاط الصناعي.

وصرح المدير العام للمدينة الصناعية، "طلال زعيب"، أنّ الإقبال الكبير على حجز المقاسم يعود إلى سرعة تجاوب الإدارة مع متطلبات المستثمرين سواء من حيث دراسة الرغبات أو تسهيل الإجراءات الفنية والإدارية.

وأشار إلى أنّ عدد الاستثمارات منذ بداية التحرير وحتى اليوم تجاوز 120 مقسماً، في حين لم يسجل أي استثمار خلال العام الماضي، ما يعكس بداية عودة الحياة الصناعية إلى المدينة بعد سنوات الجمود.

ولفت إلى أن الطموح يتجاوز حدود إعادة النشاط فحسب، إذ تسعى المدينة لأن تكون أول مدينة صناعية ذكية في الشرق الأوسط، عبر خطوات عملية باتجاه التحول الرقمي وأتمتة العمل في مختلف المفاصل، بما يحوّل حسياء إلى حاضنة إستراتيجية للمشاريع الكبرى وبوابة استثمارية واعدة في سوريا والمنطقة.

وتتبلى المؤشرات على عودة النشاط الصناعي كذلك في أرقام مديرية صناعة المدينة، التي سجلت منذ مطلع تموز الماضي وحتى اليوم 42 ترخيصاً صناعياً جديداً توزعت على عشرة تراخيص للقطاع الغذائي، واثنين وعشرين للهندسي، وستة للكيميائي، وترخيص واحد للقطاع النسيجي.

إضافة إلى 41 قرار تمديد لتراخيص سابقة كما تمت المصادقة على 4414 شهادة منشأ للدراجات النارية، في دلالة واضحة على تعافي قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز بيئة الإنتاج.

ولا يقتصر الاهتمام على المستثمرين المحليين، إذ تؤكد إدارة المدينة أن مستثمرين عرباً وأجانب دخلوا بقوة إلى السوق، وأن بعضهم في طور الحجز والتشييد العملي لمعامل ومصانع جديدة، ما يفتح المجال أمام تنويع القاعدة الإنتاجية وجذب رؤوس الأموال الخارجية.

وتبدو حسياء الصناعية بهذا الحراك المتسارع في طريقها لتثبيت موقعها كأبرز واجهة صناعية في سوريا ما بعد التحرير وإسقاط النظام البائد، ومركز استقطاب استثماري يستند إلى بنية تنظيمية مرنة وطموحات للتحول الرقمي، ما يمنحها موقعاً تنافسياً قد يتجاوز حدود البلاد نحو الإقليم بأسره.

وتشهد المدن الصناعية السورية في عدرا وحلب وحسياء حراكاً استثمارياً متصاعداً، يعكس جهود الحكومة في استعادة النشاط الصناعي وتعزيز البيئة الاستثمارية رغم التحديات، وذلك من خلال مشاريع بنية تحتية وتسهيلات جديدة للمستثمرين، وسط إقبال لافت على المقاسم الصناعية وطلبات التخصيص.

وكان أكد مدير مدينة عدرا الصناعية، المهندس "سامر السماعيل"، أن حجم الاستثمارات المرخصة منذ بداية العام وحتى نهاية النصف الأول من 2025 بلغ نحو 1052 مليار ليرة سورية، في مؤشر واضح على ثقة المستثمرين بالبيئة الصناعية المتاحة.

في محافظة حلب، تسارعت جهود الحكومة لإعادة تشغيل منشآت المدينة الصناعية في الشيخ نجار، حيث عاد الإنتاج إلى 960 منشأة صناعية، ضمن خطة تهدف إلى تحفيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.

وأعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة عن فتح باب الاكتتاب على المقاسم في المدينة، اعتباراً من 29 حزيران وحتى 17 تموز 2025، بالتوازي مع ورشة عمل عُقدت بحضور صناعيين وخبراء لمناقشة التحديات والمقترحات التنموية، في خطوة لتفعيل دور حلب الصناعي مجدداً.

هذا وتشير المعطيات الواردة من المدن الصناعية إلى عودة تدريجية للعجلة الإنتاجية في سوريا، وسط حاجة متزايدة لتوسيع التسهيلات أمام المستثمرين، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحقيق توازن بين البنية التحتية واستقرار الإمدادات الخدمية.

ويُذكر أن وزارة الاقتصاد والصناعة أقرّت في 18 حزيران الجاري نظام الاستثمار الجديد الخاص بالمدن الصناعية، بهدف خلق بيئة أكثر جذباً للاستثمارات، وتعزيز مساهمة القطاع الصناعي الوطني، إلى جانب استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، وتوطين التكنولوجيا والخبرات الصناعية الحديثة داخل سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ