دمشق ترحب بقرار مجلس الأمن رفع العقوبات عن الشرع وخطاب
رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي برفع اسم الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الدولية، معتبرة أن القرار “يُعدّ أول قرار بالإجماع بعد سقوط النظام البائد ويعكس وحدة الموقف الدولي تجاه دعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها السياسي”.
وجاء في بيان الوزارة الصادر مساء الخميس، أن القرار يمثل “خطوة إيجابية وفاعلة للحكومة السورية وجهودها المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وتهيئة المناخ لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة بما يخدم الشعب السوري”.
وأكدت الخارجية أن الجمهورية العربية السورية “ترحب بما تضمّنه القرار من شطب اسم فخامة الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية السيد أنس خطاب من قوائم الجزاءات المفروضة سابقاً”، معتبرة أن ذلك “يعكس الثقة المتزايدة بقيادة الرئيس الشرع”.
وأضاف البيان أن رفع التصنيف عن سوريا “يؤكد التوجّه الثابت للدولة السورية في صون حقوق السوريين والحرص على السلم الأهلي وإرساء الأمن، إلى جانب مكافحة الإرهاب ومواجهة تجارة المخدرات”.
وأشار البيان إلى أن هذا القرار هو الأول من نوعه الذي يصدر بالإجماع في مجلس الأمن منذ سنوات طويلة، ويعدّ “انعكاساً لتبدّل الموقف الدولي لصالح دعم جهود الدولة السورية في إعادة بناء مرحلة السلام والاستقرار والازدهار، وتمهيداً لانتصار الدبلوماسية السورية التي نجحت في إعادة الاعتراف الدولي بمكانة سوريا ودورها المحوري في المنطقة”.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بالتعبير عن تقديرها للدول الأعضاء في مجلس الأمن على مواقفها الداعمة، مؤكدةً “الالتزام الكامل بالعمل المشترك مع المجتمع الدولي لتلبية تطلعات الشعب السوري في السلام والإعمار وإعادة بناء سوريا الجديدة”.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن بلاده “ترحب بقرار مجلس الأمن وترى فيه دليلاً على الثقة المتزايدة في سوريا”، مؤكداً أن “سوريا الجديدة تسعى وتعمل لتكون دولة سلام وشراكة، لا ساحة للنزاعات وتصفية الحسابات”.
وأضاف علبي أن “دمشق تمد يدها لجميع دول العالم باحثة عن الشراكات والنجاحات والأعمال والاستثمارات، ساعية لأن تكون نقطة وصل تجمع الشرق والغرب تحت عنوان التنمية والازدهار”، مشيراً إلى أن “السوريين والسوريات صدّروا لقرون طويلة أبهى صور الحضارة في العلم والأدب والفن والزراعة والصناعة والتجارة، واليوم نعمل لتعود سوريا كما عرفها العالم درة الشرق ومركزاً للإشعاع الحضاري”.
وختم علبي تصريحه بالقول إن “سوريا الجديدة ستكون قصة نجاح ونموذجاً مشرقاً يثبت أن السبيل الأمثل في العلاقات الدولية هو الانخراط الإيجابي والتعاون البنّاء”.
وتجدر الإشارة أن 14 دولة صوتت في مجلس الأمن لصالح رفع اسمي الشرع وخطاب من القائمة، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقال المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن إن “الرئيس الشرع يعمل بجد من أجل تحقيق التزامات سوريا في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب”، مؤكداً أن تبني القرار “يبعث رسالة قوية تعترف بأن سوريا دخلت عهداً جديداً من التعاون الدولي”.
من جانبه، رحّب ممثل روسيا في مجلس الأمن بالقرار، معتبراً أنه “يعيد التأكيد على التزام المجلس بمبادئ سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، داعياً جميع الدول إلى احترام تلك المبادئ، “وخاصة إسرائيل التي تحتل أجزاءً من الأراضي السورية”.