رسائل بن فرحان في الجامع الأموي.. صلاة جنازة على المشروع الإيراني في سوريا؟
رسائل بن فرحان في الجامع الأموي.. صلاة جنازة على المشروع الإيراني في سوريا؟
● أخبار سورية ١ يونيو ٢٠٢٥

رسائل بن فرحان في الجامع الأموي.. صلاة جنازة على المشروع الإيراني في سوريا؟

في مشهد يفيض بالرمزية السياسية والدينية، أمَّ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المصلين داخل الجامع الأموي في قلب العاصمة السورية دمشق، برفقة وفد رسمي سعودي رفيع. هذا الحضور اللافت في أحد أقدم المساجد الإسلامية وأعظمها مكانة، فتح الباب واسعاً أمام قراءات متقاطعة، اعتبر بعضها أن ما جرى لم يكن مجرد أداء صلاة.

الجامع الأموي.. منبر التاريخ ورسائل الحاضر

يحتفظ جامع بني أمية الكبير بمكانة روحية وثقافية فريدة، كواحد من أعمدة العمارة الإسلامية وملتقى لخطابات الخلفاء والعلماء منذ العصور الأموية، وقد بدا واضحاً أن اختيار هذا المكان لتأدية الصلاة لم يكن عفوياً، بل يحمل دلالة متعمدة تعيد ربط العروبة بالهوية، والدين بالسيادة، في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة.

وقوف الأمير فيصل بن فرحان في محراب الشام في مسجد بني أمية، متقدماً صفوف المصلين وخلفة وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني وتحت قبة الجامع، حمل – وفق مراقبين – رسالة بالغة القوة، تؤكد أن السعودية لا تكتفي بفتح خطوط التواصل الدبلوماسي، بل تسعى لاستعادة العمق العربي لسوريا عبر بوابات الرمزية والقداسة، وليس عبر صفقات النفوذ العابرة.

من دمشق إلى طهران.. انحسار النفوذ 

في خلفية هذا المشهد، تتلاشى بالتدريج ملامح الهيمنة الإيرانية التي امتدت على مدى عقود داخل سوريا، خاصة في بُعدها المذهبي والطائفي الذي حاولت طهران ترسيخه عبر أذرعها ومزاراتها، مقابل صعود خطاب عربي يعيد الاعتبار للمقدسات، ويفتح الباب أمام مشروع متوازن جديد يتجاوز حدود سوريا.

مراقبون وصفوا الصلاة في الجامع الأموي بأنها صلاة جنازة رمزية للمشروع الإيراني، ليس فقط بما تحمله من طقوس روحية، بل بما تُمثّله من إعادة تموضع سياسي في قلب دمشق، يُعيد للسعودية دورها المركزي، ويبعث برسالة مفادها أن عروبة سوريا ليست للمساومة.

السعودية ترسم مساراً جديداً

زيارة الوزير السعودي لا يمكن فصلها عن المشهد الأوسع لإعادة ترتيب الأوراق الإقليمية. فالمملكة، التي تقود جهود المصالحة في المنطقة، اختارت هذه المرة التعبير عن حضورها من بوابة التاريخ والروح، في مشهد يُعيد وصل الجغرافيا بالهوية، ويؤكد أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر احترام الرموز الجامعة، لا عبر استغلال الانقسام.

وفيما تتجه الأنظار إلى ما بعد هذا الحدث، يبقى الجامع الأموي، الذي شهد على عصور القوة والانقسام، شاهداً اليوم على لحظة مفصلية: صلاة واحدة جمعت السياسة بالعقيدة، وأعادت تعريف اتجاه البوصلة العربية في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ