
شرف الدين يطالب الشيخ الحناوي بالخروج للحديث عما حصل في قريته
وجه ماهر شرف الدين، في منشور نشره على صفحته الشخصية في “فيسبوك” يوم الخميس 7 آب/ أغسطس، نداءً علنياً للشيخ حمود الحناوي، أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، طالباً منه الخروج “بالصوت والصورة” لتوجيه اتهامات مباشرة للجيش السوري والأمن العام.
وقال شرف الدين في منشوره مخاطباً الحناوي: “الجبل يناديك يا سماحة الشيخ، يا حفيد البطل أبي علي الحناوي، وليس مثلك من يخذل نداءه”، مستخدمًا لغة حادة ومشحونة عاطفياً.
واتهم شرف الدين الحناوي بأنه كان السبب بما حصل في قريته بعدما طالبهم بعدم مقاومة الجيش والأمن العام، حيث قال "اشرح للعالم ما الذي فعله دواعش الجيش و"الأمن العام" بقريتك وأقاربك وجيرانِك على الرغم من أنك قد وثقتَ بهم وبوعودهم، وطالبتَ الشبان في قريتك (سهوة بلاطة) بعدم مقاومتهم!"
ويبدو أن شرف الدين يعمل على إحراج الشيخ الحناوي، حيث قال له "لقد قتلوا العديد من أقاربك وجيرانك، وأحرقوا البيوت في قريتك، بل إنهم -كما علمنا- هدّدوك وهدّدوا ابنك، مع أنك كنتَ من أركان الاتفاق معهم!!!!"
والنص الذي كتبه ماهر شرف الدين كان يحوي الكثير من علامات التعجب الواضحة، والتي يظهر فيها عدم احترام للشيخ الحناوي واستغراب من مواقفه التي كانت داعمة للدولة السورية ورافضة للتدخل الاسرائيلي.
ووصف شرف الدين عناصر من الجيش السوري و”الأمن العام” بـ”دواعش وهمج مغول”، متّهماً إياهم بارتكاب عمليات قتل وحرق وتهديد بحق أقارب وجيران الشيخ الحناوي، رغم أن الأخير كان – بحسب شرف الدين – من الموقعين على اتفاق التهدئة مع الدولة وطالب الشبان بعدم المقاومة.
وتبدو دعوة شرف الدين للحناوي لتدمير أكذوبة "عصابة الهجري"، محاولة واضحة لإظهاره أن هناك توافق كامل في المحافظة، وأن السويداء واحدة إلى جانب تيار الهجري فقط، ومحاولة لمنع أي رواية قد تنسب ما يجري للهيمنة الفردية للهجري.”
ويرى محللون أن منشور ماهر شرف الدين يؤكد بشكل جلي وجود صراع علني بين المرجعيات الدينية، ويكشف عن قطيعة واضحة بينه وبين الشيخ الحناوي، في ظل غياب أي تواصل مباشر، وأن نشر شرف الدين لمنشوره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي وليس التواصل المباشر يظهر أن هناك عدم توافق واضح، وايضا هي محاولة منه لخلق رأي عام في السويداء لتخوين الحناوي لاحقا في حال لم يخرج على الإعلام ويروي رواية الهجري المزورة للأحداث.
ويأتي منشور شرف الدين في سياق تصاعد التوترات في السويداء، ويُقرأ على نطاق واسع كرسالة سياسية مكتوبة بلسان الشيخ حكمت الهجري، في ظل قناعة راسخة لدى العديد من المراقبين بأن ماهر شرف الدين يلعب دور الذراع الإعلامية للهجري، ويعبّر عن مواقفه بشكل رسمي.
يرى مراقبون أن هذه الرسالة ليست مجرد انتقاد، بل تمثّل تحريضًا مباشرًا على الانقسام داخل المرجعية الدينية الدرزية، وتكشف حجم الصراع بين شيوخ العقل، الذي لم يعد مقتصرًا على الخلافات الصامتة، بل خرج إلى العلن وبات يُخاض بالمنشورات والأسلحة.
لغة شرف الدين في المنشور حمّالة لرسائل متعدّدة: فهي تستدر العاطفة، وتستخدم الترهيب الرمزي، وتُحمّل الحناوي مسؤولية أخلاقية مباشرة لجره عنوة إلى جانب تيار الهجري، ما يعني أيضا محاولة استدراجه لمربع المواجهة مع الدولة، أو تحييده بالكامل من مشهد الزعامة عبر تخوينه.
وتُظهر هذه التطورات أن الصراع داخل السويداء لم يعد بين الهجري والدولة فحسب، بل بات بين مرجعية الهجري والمرجعيات الدينية الأخرى لحمود الحناوي ويوسف جربوع.
ويرى متابعون أن الشيخ الهجري، عبر أذرعه الإعلامية كماهر شرف الدين، يسعى لإقصاء الحناوي والجربوع، وتكريس مرجعيته كسلطة دينية وحيدة، مستندًا إلى تحالفات مع فلول النظام السابق وفصائل موالية له.