
شكر "إسرائيل" وبرر تشكيل "الحرس الوطني".. "الهجري" يدعو للانفصال عن سوريا
أطلق الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، "حكمت الهجري"، تصريحات مثيرة للجدل، جدد فيها الدعوة إلى إعلان إقليم طائفي منفصل في الجنوب السوري، معبّراً عن شكره للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودروز الداخل المحتل على ما وصفه بـ"وقوفهم إلى جانب الطائفة".
وجاء ذلك في كلمة مصورة خلال استقبل وفداً من حركة رجال الكرامة أكبر الفصائل العسكرية في السويداء برئاسة قائدها الشيخ "مزيد خداج"، حيث استغل اللقاء لتبرير تشكيل ما يسمى بـ"الحرس الوطني"، قائلاً إنه سيكون بمثابة "درع عسكري درزي" لحماية الأرض والعرض بـ"ضمانة بعض الدول".
ورغم محاولته إظهار مقاتلي الطائفة الدرزية كـ"دعاة سلام"، إلا أن كلماته حملت دعوة صريحة للانفصال عن سوريا تحت عنوان "الإقليم الدرزي"، حيث قال: "نطلب من كل الدول والشعوب الحرة أن تقف بجانبنا كطائفة درزية في الجنوب السوري لإعلان إقليم منفصل يحمي وجودنا لأبد الآبدين".
الهجري ذهب أبعد من ذلك، حين عبّر صراحة عن امتنانه للدعم الإسرائيلي، مشيداً بما سماه "موقف دروز إسرائيل الذين لم يتخلوا عن الطائفة خلال المحنة الأخيرة"، في تماهٍ غير مسبوق مع أجندات خارجية تستهدف وحدة الأراضي السورية وتفتح الباب أمام مشاريع التقسيم.
وتأتي تصريحات الهجري في وقت حساس، مع تحركات عسكرية تهدف لضم مختلف فصائل السويداء إلى "الحرس الوطني"، بما في ذلك رجال الكرامة الذين كانوا حتى وقت قريب يرفعون شعارات وطنية رافضة للتقسيم أو الارتهان للأجندات الأجنبية.
وفي الوقت الذي يطالب فيه السوريون بوحدة الصف وتجاوز المحن، يختار الهجري أن يفتح الباب لمشروع يهدد النسيج الوطني السوري ويخدم الأجندات الإسرائيلية، في لحظة فارقة يحتاج فيها الجنوب السوري إلى التماسك لا إلى التشرذم.
ويذكر أن إعادة طرح خطاب الانفصال تحت عنوان "الحماية" يكشف عن توظيف سياسي لمحنة السويداء، وتحويلها إلى ورقة بيد قوى إقليمية ودولية فالتبرير الذي ساقه الهجري لتشكيل "الحرس الوطني" لم يقتصر على الدفاع الذاتي، بل ارتبط بضمانات خارجية وبـ"شكر علني لإسرائيل"، وهو ما يعد تجاوزاً لكل الخطوط الوطنية.