شكوى من أهالي حلفايا ومحردة بشأن مكب نفايات عشوائي في الأراضي الزراعية
شكوى من أهالي حلفايا ومحردة بشأن مكب نفايات عشوائي في الأراضي الزراعية
● أخبار سورية ٦ يونيو ٢٠٢٥

شكوى من أهالي حلفايا ومحردة بشأن مكب نفايات عشوائي في الأراضي الزراعية

اشتكى عدد من المواطنين المقيمين في مدينتي حلفايا ومحردة من وجود مكب نفايات عشوائي يقع في أراضٍ زراعية خصبة جنوب غربي مدينة حلفايا، على الحدود الفاصلة بين أراضي المدينتين. وأعرب الأهالي عن استيائهم الشديد من هذه المشكلة البيئية والصحية، مؤكدين أن "الأرض خصبة، ولا يجوز أن يوضع فيها مكب".

ويُشار إلى أن موقع هذا المكب قائم منذ أيام النظام البائد، الذي لم يُعر اهتماماً يوماً لأرواح الناس ولا لأرزاقهم، حيث تم اختياره بشكل خاطئ تماماً في قلب منطقة زراعية حيوية، مما تسبب بأضرار جسيمة للسكان والمزارعين على حد سواء. ولا يزال هذا الموقع يُلحق أذى بالغاً بالمحاصيل، ويلوث التربة، ويهدد صحة الأهالي القاطنين في المنطقة.

وفي تصريح لرئيس بلدية حلفايا، أبو عامر النصر، أوضح أن معظم الضرر البيئي والاقتصادي ناتج عن المكب ويقع على الأراضي الزراعية المحيطة به، والتي تعود ملكيتها لأبناء مدينة حلفايا، بحكم أن المكب يقع على التخوم الفاصلة بين حلفايا ومنطقة محردة. وأضاف أن الأراضي التابعة لمحردة تنتهي عند موقع المكب، وتليها أراضي حلفايا التي تتأثر بشكل مباشر.

وأشار أبو عامر إلى أن المزارعين في المنطقة تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة حرق المزروعات، لاسيما في هذا الوقت من السنة مع بدء موسم القمح، الذي يُعتبر من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سوريا. ولم تقتصر الأضرار على المحاصيل فحسب، بل تم رصد انتشار واسع للذباب والبعوض في المنطقة، إلى جانب ازدياد حالات الإصابة بحبة اللشمانيا بين المزارعين والسكان المحيطين بالمكب.

وبحسب تقارير ومصادر طبية، فإن الروائح المنبعثة من مكبات النفايات تحتوي على غازات سامة مثل الميثان وكبريتيد الهيدروجين، والتي تسبب تهيّج الجهاز التنفسي، الصداع، الغثيان، والتهاب الشعب الهوائية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. 


كما أن الذباب والبعوض المنتشرين حول المكب يعتبران ناقلين رئيسيين للأمراض المعدية مثل الكوليرا، الزحار، التيفوئيد، والتهاب الكبد A، ما يزيد من المخاطر الصحية على السكان. وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية مراراً من أن العيش بالقرب من مكبات النفايات العشوائية يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي وانتشار الأوبئة.

وناشد المواطنون مديرية البيئة ووزارة الزراعة بضرورة التحرك الفوري لوضع حد لهذه الكارثة البيئية، محذرين من العواقب الصحية الخطيرة التي قد تطالهم وتطال أطفالهم، نتيجة التلوث والروائح الكريهة والحشرات الناقلة للأمراض. كما طالبوا بإيجاد بديل مناسب لهذا المكب يراعي المعايير البيئية والصحية ويضمن حماية الأراضي الزراعية والثروة النباتية في المنطقة.

وفي ختام تصريحه، وجه أبو عامر النصر نداءً عاجلاً إلى الجهات المعنية للعمل على إيجاد حل جذري لهذا المكب العشوائي، حفاظاً على صحة السكان وسلامة الثروة الزراعية الوطنية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ