صناعة المؤونة المنزلية: خيار نساء سوريات لكسب لقمة العيش
صناعة المؤونة المنزلية: خيار نساء سوريات لكسب لقمة العيش
● أخبار سورية ٧ سبتمبر ٢٠٢٥

صناعة المؤونة المنزلية: خيار نساء سوريات لكسب لقمة العيش

تعمل مئات النساء في مختلف مناطق سوريا في صناعة المؤونة المنزلية، بما يشمل تحضير المخللات، الألبان والأجبان، اللبن المطبوخ، حفر الباذنجان والكوسا، ورب البندورة، إلى جانب مستلزمات أخرى تحتاجها الأسرة، خاصة خلال مواسم الشتاء والأعياد.

ورغم الجهد الكبير الذي يبذلنه في هذا العمل المتعب والشاق، فإن العائد المالي غالباً ما يكون ضئيلاً جداً، لا يتناسب مع الساعات الطويلة التي يقضينها في التحضير والإنتاج، كما أنه يستنزف جزءاُ كبيراً من وقتهن الشخصي والأسري.

دوافع اقتصادية

تتنوع الأسباب التي تدفع النساء للعمل في صناعة المؤونة المنزلية، لكنها تتقاطع غالباً عند الحاجة الاقتصادية. فقد أكدت أغلب النساء اللواتي تحدثنا معهن أن السبب الرئيسي هو فقدان المعيل، أو عدم قدرة أحد أفراد الأسرة على تحمل مسؤولية الإنفاق، أو ضعف الدخل، ما يجبرهن على الانخراط في هذا العمل لتأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهن.

يلعب ارتفاع تكاليف المعيشة، الذي تصاعد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، دوراً مهماً في دفع النساء للعمل في صناعة المؤونة المنزلية. كما يضيف غياب فرص العمل الرسمية، لا سيما لمن لا يمتلكن شهادات أو خبرات، والنساء اللواتي يقطن في المناطق الريفية أو المتضررة من النزاع، إلى محدودية الخيارات الاقتصادية. 

في ظل تلك الظروف، تصبح صناعة المؤونة خياراً عملياً لتأمين الدخل وكسب لقمة العيش. كما تقدّم النساء العاملات في صناعة المؤونة المنزلية فائدة كبيرة للنساء الأخريات، خاصة اللواتي لا يستطعن القيام بهذه الأعمال بأنفسهن، سواء لعدم امتلاكهن المعرفة الكافية بأساليب التحضير.

المؤونة الجاهزة توفر الوقت للموظفات

واستفادت الموظفات من وجود من يعمل في صناعة المؤونة المنزلية، بسبب معاناتهم من ضغوط الالتزامات اليومية، أو انشغالهن بأعمال وظيفية، أو بسبب ظروف شخصية تضطرهن لتقسيم وقتهن بين مهام متعددة. فبهذا، تساهم النساء المنتجات في دعم أخواتهن في المجتمع، وتمكينهن من الحصول على المؤونة دون عناء إضافي.

تعب جسدي وتراكم مسؤوليات

إلا أن العاملات في هذه المهنة، يواجهن عدة صعوبات، مثل التعب الجسدي الشديد بسبب ساعات العمل الطويلة، وأحياناً ينشغلن بتنفيذ أكثر من طلب في نفس الوقت، مما يجبرهن على إنجاز كل طلبات الزبائن في وقت قياسي لتجنب خسارة أي زبونة.

كما أن معظمهن يعملن من المنزل، فيجدن صعوبة كبيرة في التوفيق بين واجباتهن المنزلية ورعاية الأسرة وبين تلبية طلبات الزبائن في صناعة المؤونة والاحتياجات المنزلية، ما يزيد من الضغوط الجسدية والنفسية عليهن.

لا يوجد دخل مالي ثابت

كما أن هذا النوع من الأعمال، مثل غيره من الأعمال الخاصة المنزلية، لا يوفر راتباً ثابتاً أو تعويضاً عن التعب، ولا يمنح إجازات. فهو يعتمد بشكل كامل على إيجاد زبونة والتواصل معها، بينما يواجه بعضهن منافسة من محلات تبيع حزم المؤونة الجاهزة، ما يزيد من صعوبة تأمين دخل ثابت ويجعل العمل غير مضمون اقتصادياً.

رغم كل الصعوبات والتعب الذي تواجهه هؤلاء النساء، يبقى عملهن أساساً للحياة اليومية لهن وللأسر المستفيدة من هذه المهنة، ويستحق الثناء والدعم. ولتحويل هذا الجهد إلى مصدر دخل مستدام، يقترح متابعون دعمهن من خلال التدريب، وتوفير أدوات الإنتاج، ومساعدتهن على توسيع نطاق عملهن، مما يساهم في تحويل المهنة من مجرد وسيلة للبقاء إلى فرصة اقتصادية حقيقية تمكّن المرأة وتدعم المجتمع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ