
"لا عودة لعصر التمجيد".. محامون في حلب يقاضون منشدًا بعد إسقاطه أنشودة نبوية على "الشرع"
تقدم ثلاثة محامين من فرع نقابة المحامين في حلب بدعوى قضائية أمام النيابة العامة، ضد المنشد "أحمد حبوش" بعد مشاركته في فعالية رسمية نظمها مجلس محافظة حلب بعنوان "لعيونك يا حلب"، اعتُبر خلالها أنه أساء للمقدسات الدينية وجرح مشاعر ملايين السوريين عبر إسقاط أنشودة نبوية على شخص رئيس الجمهورية السورية "أحمد الشرع".
وبحسب نص الادعاء، فإن المنشد وخلال الفعالية التي شهدت بثًا مباشرًا وحضورًا جماهيريًا واسعًا، قام بأداء أنشودة "أرض وسما بتحبك"، وهي من الأناشيد المحفوظة في الوجدان الديني الإسلامي وتمدح النبي الكريم محمد ﷺ، إلا أنه عمد إلى توجيه كلماتها للرئيس الشرع، في مشهد أعاد إلى الأذهان مظاهر التمجيد الشخصي المرتبطة بعهد النظام البائد، الذي ثار عليه السوريون وأسقطوه.
موقف قانوني وأخلاقي
المحامون الثلاثة – عثمان الخضر، معروف تفتنازي، وأحمد عبدو غرغور – اعتبروا أن ما جرى "إهانة مباشرة لديانة ملايين المسلمين"، ومساس بمشاعر السوريين الذين "لن يقبلوا بعد اليوم سوى تمجيد سوريا الوطن"، مؤكدين أن العودة إلى ثقافة الطبل والزمر وعبادة الأشخاص أمر مرفوض تمامًا ولا يتسق مع أهداف الثورة السورية ولا مع المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد.
وطالب المحامون في دعواهم بتنصيبهم كمدعين شخصيين، وتحريك الدعوى العامة بحق المنشد، وإحالته إلى الجهات المختصة، وإنزال أقصى العقوبة القانونية بحقه، إضافة إلى إلزامه بتعويض مادي ومعنوي.
إشادة شعبية بالخطوة
خطوة المحامين لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والحقوقية، واعتُبرت رسالة واضحة لكل من يحاول إعادة البلاد إلى مربع التمجيد الفردي وصناعة الأصنام، وهو النهج الذي كان أحد أبرز دوافع السوريين للثورة ضد نظام الأسد.
كما حذّر نشطاء من خطورة التلاعب بالمشاعر الدينية واستخدام الرموز الإسلامية في الترويج السياسي، مشددين على أن المرحلة الراهنة تتطلب ترسيخ ثقافة المواطنة والاحتكام للقانون، وليس إعادة إنتاج أدوات القمع الرمزي السابقة.
التمسك بالثوابت
هذا وشدد الموقعون على الادعاء على أن "سوريا الجديدة هي دولة سيادة القانون، ومكانة رئيسها تنبع من احترامه للدستور وتكريسه لمبدأ تداول السلطة، لا من أناشيد موجهة أو تمجيد زائف"، مؤكدين أن الشعب السوري لن يقبل إلا برمزية الوطن، وبأن يتم توجيه الغناء والمديح لسوريا وحدها.