لبنان ينتظر الموقف السوري من "الورقة الأميركية" حول الترسيم ومكافحة المخدرات
لبنان ينتظر الموقف السوري من "الورقة الأميركية" حول الترسيم ومكافحة المخدرات
● أخبار سورية ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥

لبنان ينتظر الموقف السوري من "الورقة الأميركية" حول الترسيم ومكافحة المخدرات

يترقب لبنان صدور موقف رسمي من دمشق بشأن "الورقة الأميركية" التي طُرحت لتثبيت وقف إطلاق النار، وحصر السلاح بيد الدولة، ومعالجة الملفات الحدودية، وتشمل الورقة فصلين رئيسيين يرتبطان مباشرة بالعلاقة اللبنانية – السورية: الأول يتعلق بترسيم الحدود البرية والبحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة عبر لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن البلدين وخبراء من الأمم المتحدة بدعم أميركي وفرنسي وسعودي، والثاني ينص على إطلاق آلية مشتركة لمكافحة الاتجار بالمخدرات.

وبحسب مضمون الورقة، فإن تنفيذ البنود يبدأ اعتباراً من الأول من أغسطس بعد مصادقة الأطراف الثلاثة عليها، لكن حتى الآن لم يوافق عليها سوى لبنان.

تواصل عبر القنوات الأمنية

مصدر حكومي لبناني أوضح لـصحيفة "الشرق الأوسط" أن بيروت لم تتبلغ أي موقف سوري رسمي حتى الساعة، مشيراً إلى أن الرئيس جوزيف عون طالب المبعوث الأميركي توم برّاك بضرورة الحصول على أجوبة من دمشق كما من إسرائيل. 

وأكد المصدر أن التواصل الحالي بين بيروت ودمشق يقتصر على القنوات الأمنية والعسكرية، في وقت يُنتظر وصول وفد رسمي سوري الأسبوع المقبل لمناقشة الملفات العالقة، وفي مقدمتها الترسيم ومكافحة المخدرات إلى جانب ملفي النازحين والموقوفين السوريين.

خلفية الاتفاقات السابقة

وكانت السعودية قد رعت في مارس الماضي اتفاقاً دفاعياً في جدة بين وزيري دفاع البلدين شدد على أهمية الترسيم وتشكيل لجان قانونية مشتركة وتعزيز آليات التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية، وذلك عقب مواجهات دامية شهدتها الحدود الشرقية وشارك فيها الجيش اللبناني وقوات سورية إضافة إلى «حزب الله» والعشائر.

تعقيدات متشابكة

يرى مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» سامي نادر أن البنود الخاصة بالترسيم لا يمكن فصلها عن مسألة حصرية السلاح، لاسيما أن مناطق حدودية واسعة يسيطر عليها «حزب الله».

وأشار إلى أن أي تقدم في الملف يتطلب تفعيل خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح والتي يُفترض أن تُعرض على مجلس الوزراء قريباً. كما لفت إلى الدور الأساسي لكل من السعودية والولايات المتحدة في دفع مسار الترسيم قدماً.

علاقات لبنانية – سورية باردة

رغم زيارات متبادلة لمسؤولين لبنانيين إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد، إلا أن العلاقات الرسمية بين البلدين لا تزال باردة. وكان من المقرر أن يزور وزير الخارجية السوري بيروت، غير أن الموعد لم يُحدد بعد.

النائب السابق معين المرعبي دعا الجانبين إلى بذل جهد أكبر لتفعيل العلاقات، مؤكداً أن السلطة السورية الجديدة تبدو أكثر انفتاحاً على مسألة ترسيم الحدود، بخلاف ما كان عليه الوضع في عهد النظام السابق. وحذّر المرعبي في الوقت نفسه من محاولات «حزب الله» استخدام خطاب الخطر الحدودي لتبرير استمرار احتفاظه بسلاحه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ