محاولة استيطان جديدة في الجولان المحتل... وجيش الاحتلال يعلن إحباطها
محاولة استيطان جديدة في الجولان المحتل... وجيش الاحتلال يعلن إحباطها
● أخبار سورية ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

محاولة استيطان جديدة في الجولان المحتل... وجيش الاحتلال يعلن إحباطها

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أحبط محاولة استيطان جديدة نفذتها مجموعة "حلوتسي الباشان" (رواد الباشان) في هضبة الجولان السورية المحتلة، في تكرار لمحاولة سابقة فشلت في آب الماضي، وسط تصاعد النشاط الاستيطاني في المنطقة.

تفاصيل المحاولة الجديدة
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ثلاث عائلات من الحركة حاولت عبور الحدود السورية خلال مسيرة شارك فيها المئات بالقرب من السياج الحدودي المقابل لمستوطنة "ألون هبشان"، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتمنعهم من التوغل داخل الأراضي السورية.

وأشارت التقارير إلى أن العملية جرت في ظل تشديد أمني إسرائيلي واسع النطاق عقب ارتفاع التوتر في الشمال، حيث اعتبرها الجيش "محاولة غير قانونية لإقامة بؤرة استيطانية جديدة داخل الأراضي السورية".

اتهامات للحكومة الإسرائيلية
وفي بيان لها، اتهمت حركة “رواد الباشان” الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن مستوطني الشمال، وتركهم في مواجهة "حزب الله" الذي قالت إنه "يعيد تسليحه بشكل علني".

وأضافت الحركة أن اتفاق تبادل الأسرى الأخير مع حركة حماس بعث "رسالة ضعف إلى أعداء إسرائيل"، معتبرة أن الحكومة الحالية "تتراجع عن مبادئها الأمنية وتسمح لأعدائها بالاستمرار".

خلفية المحاولات السابقة
يأتي هذا التطور بعد نحو شهرين من محاولة سابقة نفذتها الحركة في آب الماضي، حين تمكنت عدة عائلات من عبور السياج الحدودي ووضع "حجر الأساس" لمستوطنة جديدة أطلقت عليها اسم "نفيه هبشان" داخل الأراضي السورية.

وتدخلت حينها قوات الاحتلال، بحسب روايتها، وأعادت المستوطنين إلى داخل الجولان المحتل عبر وحدة تابعة للفرقة 210، لتفشل بذلك أول محاولة علنية لتوسيع الاستيطان خارج الحدود المعترف بها دولياً.

وحركة "رواد الباشان" من أحدث الحركات الاستيطانية في إسرائيل، إذ تأسست في نيسان 2025 وتضم مستوطنين من الضفة الغربية والجولان، وتتبنى الحركة أيديولوجيا توراتية تعتبر الجولان وجنوب سوريا وشرق الأردن جزءاً من “أرض الباشان” أو “أرض إسرائيل التوراتية”، وتعمل على إنشاء مستوطنات دائمة داخل الأراضي السورية بذريعة "الاستيطان التاريخي".

ويُعد عاموس عزريا أحد أبرز قادتها، وقد صرّح سابقاً بأن المنطقة “باتت تحت السيطرة الإسرائيلية منذ سقوط نظام بشار الأسد”، في إشارة إلى تحولات ما بعد كانون الأول الماضي.

خلفية دينية وسياسية
يستند اسم “الباشان” إلى مصطلحات وردت في النصوص العبرية القديمة تصف المنطقة الواقعة جنوب سوريا وشرق الأردن بأنها أرض خصبة ذات أهمية استراتيجية، وترى الحركة أن الظروف الإقليمية الراهنة تمثل “فرصة تاريخية” لتوسيع الاستيطان نحو الأراضي السورية، مستغلةً غياب سلطة مركزية سورية في الجنوب ومحاولة فرض أمر واقع جديد في الجولان.

تصعيد استيطاني مقلق
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تكشف تصاعد النزعة التوسعية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، ومحاولة تحويل المنطقة إلى “مستعمرة مفتوحة” عبر مبادرات فردية مدعومة أيديولوجياً.

ويؤكد محللون أن هذه التحركات – رغم إعلان الجيش إحباطها – تشير إلى تغاضي حكومي ضمني عن تصرفات جماعات استيطانية تسعى لتكريس الاحتلال وتوسيعه تحت غطاء “الدوافع الدينية والتاريخية”.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ