
مع اقتراب موعد صدور نتائج البكالوريا: ظهور صفحات تدّعي قدرتها على التلاعب بالعلامات وتثير البلبلة
تُعَد امتحانات الشهادة الثانوية العامة مرحلة مصيرية في حياة الطلاب وأسرهم على حد سواء، فالعلامات التي يحصل عليها الطالب تُحدد الفرع الذي سيلتحق به في المستقبل، وتؤثر بشكل مباشر على مسار حياته التعليمية والمهنية. لذلك يسعى الأهالي بكل طاقتهم لدعم أبنائهم، فيما يبذل الطلاب أقصى جهدهم للتحصيل والدراسة والاجتهاد.
مع اقتراب موعد صدور نتائج البكالوريا لعام 2025، تحاول بعض الصفحات استغلال أهمية هذه النتائج لدى الطلاب والأهالي. لتقوم بالاحتيال عليهم، وإغراء الطلاب بالغش، وإيقاعهم في فخ التصرفات غير القانونية مقابل وعود وهمية بتحسين النتائج.
وظهرت مؤخراً شبكات احتيال وعصابات منظمة، تدّعي قدرتها على التلاعب بدرجات طلاب الثانوية العامة في سوريا مقابل مبالغ مالية باهظة جداً مقارنة بوضع الطلاب وعوائلهم، من أبرز هذه القنوات قناة أحمدوف على تطبيق تلغرام، التي تزعم قدرتها على تعديل علامات الطلاب عبر بوت مخصص لهذه المهمة، مقابل 1500 دولار لجميع المواد أو 750 دولاراً لكل مادة على حدة.
وتدعي القناة إمكانية الدفع عبر تطبيق شام كاش، وتؤكد أن "التنتيج" مضمونة، لكنها غير متاحة للجميع، مع اشتراط ألا تكون ورقة الامتحان خالية من الإجابات، بغض النظر عن صحتها أو خطئها. ووفق ادعائها، فإن التلاعب يتم بإدخال الدرجات المستحقة مباشرة على نظام النتائج التابع لوزارة التربية والتعليم.
لم تقتصر القناة على عرض تعديل علامات الطلاب فحسب، بل ادعت أيضاً قدرتها على ضمان قبول الاعتراضات المقدمة إلى الوزارة عند طلب الطلاب إعادة تدقيق أوراقهم الامتحانية، مما يوحي بإمكانية اختراق المنظومة التعليمية في سوريا ويزيد من خطورة هذه الادعاءات على مصداقية النظام التعليمي، في حال كانت صحيحة.
تباينت ردود الأفعال بين الأهالي والطلاب بعد انتشار هذه الصفحات، بعض الطلاب صدّقوا الإشاعات، فسارعوا بالبحث على مواقع التواصل لمعرفة إمكانية التواصل مع القناة أو الاطلاع على تجارب سابقة للطلاب معها.
في الوقت نفسه، شعر طلاب آخرون، الذين كانوا أكثر وعياً، بالقلق من احتمال أن تكون هذه الصفحات محقة، خشية أن يُساوى الطالب المجد بالطالب الكسول وأن لا تعكس النتائج العدالة الحقيقية، وقد انعكس هذا القلق والتوتر أيضاً على الأهالي، الذين شعروا بالحيرة والقلق تجاه مستقبل أبنائهم الدراسي.
وأعرب مراقبون عن قلقهم من احتمال انزلاق بعض الطلاب وراء تصرفات سلبية بسبب محاولتهم تأمين المال لدفع تكاليف تعديل الدرجات، فقد يؤدي هذا الوضع إلى ارتكابهم أفعالاً غير قانونية، مثل السرقة أو التصرف خارج إطار القانون، أو حتى الانخراط في ممارسات إجرامية، في محاولة للحصول على الأموال اللازمة لتحقيق وعود هذه الصفحات الاحتيالية.
أكد ناشطون على ضرورة توعية الأهالي والطلاب بخطورة هذه الصفحات وأنها احتيالية تماماً، مع تحذيرهم من الانسياق وراء أي ادعاء أو رابط مجهول. كما شجعوا على تقديم شكاوى رسمية إلى وزارة التربية والتعليم أو الجهات المختصة على الإنترنت للتعامل مع هذه الصفحات، والإبلاغ عن أي صفحة تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع انتشارها وخداع الطلاب.
وفي الوقت نفسه، يجب طمأنة الطلاب بأن اجتهادهم الحقيقي هو الطريق الصحيح للحصول على نتائج عادلة، وشجعوا المدارس والجامعات على نشر حملات توعوية خلال العام الدراسي لرفع الوعي بين الطلاب حول مخاطر هذه الصفحات، وأن يتم طرح قضية صفحة "أحمدوف" كمثال حي على هذه الاحتيالات.