مع حلول الشتاء.. انعدام الكهرباء في ريف إدلب الجنوبي يفاقم معاناة الأهالي العائدين
يشكّل غياب التيار الكهربائي عن أغلب القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي أحد أبرز التحديات التي واجهت الأهالي بعد عودتهم إلى مناطقهم، ما دفعهم للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية كخيار مؤقت إلى حين إعادة الكهرباء العامة إلى المنطقة.
الشتاء يحدّ من فعالية الطاقة البديلة
تزايدت صعوبات الأهالي مع دخول فصل الشتاء، حيث تعرقلت إمكانية تلبية الاحتياجات اليومية المعتمدة على الكهرباء، خاصة في الأيام الماطرة والغائمة، إذ تمنع الغيوم أشعة الشمس من الوصول إلى الألواح الشمسية، ما يؤثر على قدرة البطاريات على الشحن، ويؤدي إلى انخفاض توفر الكهرباء داخل المنازل.
بدائل مكلفة وغير متاحة للجميع
اضطرت العديد من الأسر للجوء إلى بدائل أخرى لتأمين الكهرباء، أبرزها تشغيل المولدات، غير أن هذا الحل لا يخلو من التحديات، إذ لا تتوفر المولدات لدى جميع العائلات، كما أن تشغيلها يتطلب تأمين المحروقات بشكل دائم، إضافة إلى ما تتعرض له من أعطال متكررة، ما يزيد من الأعباء المالية اليومية.
أعمال منزلية متعثرة ومعاناة نسائية مضاعفة
وتعد النساء من الفئات الأكثر تضرراً جراء انقطاع الكهرباء، إذ تعتمد معظم الأعمال المنزلية على توفرها، كتشغيل الغسالات وضخ المياه من الآبار. وفي هذا السياق، قالت بسمة عبد الملك، وهي أم لخمسة أطفال من ريف إدلب الجنوبي، لشبكة شام الإخبارية: "في أغلب الأحيان نضطر إلى تجميع الأعمال وتأجيلها إلى موعد توفر مولدة كهربائية أو حتى يصبح الجو مشمساً وجيداً، وأحياناً أخرى أقوم بغسل الملابس يدوياً وعصرها ثم نشرها فوق المدفأة لتجف".
الواقع التعليمي بين الظلام والتأجيل
وامتدت تداعيات انقطاع الكهرباء لتطال العملية التعليمية في المنازل والمدارس على حد سواء، حيث أدى ضعف الإنارة أو غيابها إلى تأخير إنجاز الواجبات المدرسية للأطفال. كما تأثرت المدارس في ريف إدلب الجنوبي، سواء من حيث رؤية السبورة داخل الصفوف، أو على صعيد صعوبة طباعة أوراق المذاكرات والامتحانات.
تصريحات محلية: تجهيزات موجودة لكنها معطّلة
كشف مصطفى العبدالله، مدير المجلس المحلي في قرية كفر سجنة، في تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، أن المدارس في القرية لا تمتلك ألواح طاقة أو بطاريات، رغم أن أربعاً منها مجهزة بشبكات كهربائية متكاملة، وتحتاج فقط إلى ألواح وبطاريات لتصبح صالحة للعمل. وأكد العبدالله أن ضعف الإنارة يؤثر سلباً على تركيز الطلاب وقدرتهم على متابعة الدروس، مشيراً إلى أن معالجة هذا الملف تبقى ثانوية حالياً، في ظل وجود ثلاث مدارس ما تزال تفتقر لأبواب ونوافذ.
تفاصيل فنية لمنظومة الطاقة الشمسية
وتتكوّن منظومة الطاقة الشمسية من مكونات أساسية تبدأ بالألواح التي تلتقط أشعة الشمس وتحوّلها إلى طاقة كهربائية، مروراً بجهاز الشحن الذي ينظم تدفق الكهرباء إلى البطاريات، التي تقوم بدورها بتخزين الطاقة لاستخدامها لاحقاً، بينما يتولى جهاز الإنفيرتر تحويل الطاقة المخزنة إلى تيار مناسب لتشغيل الأجهزة المنزلية. وتُحدد كفاءة المنظومة بمدى جودة الألواح وسعة البطاريات، التي تختلف أنواعها وأحجامها بحسب قدرة كل عائلة على تأمين التكاليف.
البنية التحتية المدمرة تعمّق الأزمة
تعرضت قرى ريف إدلب الجنوبي خلال سنوات الثورة لقصف ممنهج من قوات نظام الأسد البائد، ما أسفر عن دمار واسع للبنية التحتية الخاصة بالكهرباء، وترافق ذلك مع تعرّض معظم المحطات لعمليات تعفيش وسرقة، ما أدى إلى انقطاع تام في التيار الكهربائي، وزاد من صعوبة تلبية احتياجات الأهالي العائدين في ظل غياب أي مشاريع لإعادة التأهيل حتى الآن.