من البراءة إلى العطاء: أطفال سوريا يحوّلون الألم إلى أمل في حملات إعادة الإعمار
من البراءة إلى العطاء: أطفال سوريا يحوّلون الألم إلى أمل في حملات إعادة الإعمار
● أخبار سورية ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥

من البراءة إلى العطاء: أطفال سوريا يحوّلون الألم إلى أمل في حملات إعادة الإعمار

في مشهد إنساني مؤثر، تشهد سوريا مؤخراً إطلاق مبادرات شعبية لجمع التبرعات لإعادة الإعمار وتحسين الحياة في المناطق المتضررة من الحرب، حيث برزت فيها مشاركة الأطفال كأيقونة للعطاء والتضامن الوطني، ليؤكدوا أن حب الوطن والعمل من أجله لا يعرف عمراً ولا حدوداً.

براءة تتبرع وحلقات ذهبية تتحول رمزاً
في حملة "ريفنا بيستاهل" التي انطلقت في 20 أيلول الجاري لإعادة إعمار ريف دمشق، قامت طفلة صغيرة – ابنة شهيد – بالتبرع بمبلغ 10 دولارات، في لفتة تعكس وعيها المبكر بالمسؤولية المجتمعية. كما قدمت الطفلة غزل حلقاتها الذهبية – من أثمن مقتنيات الأطفال في هذا العمر – للحملة، مجسدة براءة العطاء والتضحية من أجل الآخرين رغم صغر سنها.

من تحت الأنقاض إلى صندوق التنمية
القصص المؤثرة لم تتوقف عند ذلك؛ الطفل محمود، المعروف بـ"الطفل المعجزة"، والذي أنقذته فرق الدفاع المدني السوري وهو بعمر أسبوع بعد أن بقي 16 ساعة تحت أنقاض منزله بحلب عام 2014، حضر اليوم فعالية إطلاق "صندوق التنمية السوري" وتبرع بدولار واحد من مصروفه الخاص، ليحوّل حكايته من مأساة إلى رسالة أمل ومشاركة في إعادة إعمار وطنه.

دراجة صغيرة تكتب قصة وفاء
وفي حملة "الوفاء لكفرومة"، تبرع طفل من أبناء البلدة بدراجته الصغيرة، مقدماً أغلى ما يملك ليشارك في إعادة إعمار بلدته. تحوّلت هذه الدراجة إلى رمز للعطاء بعد بيعها في مزاد علني بمبلغ 25 ألف دولار باسم محافظ إدلب، مع وعد بإعادتها للطفل، في لفتة جسدت أن قيمة التضامن تكمن في النية الصادقة أكثر من حجم التبرع نفسه.

رسائل رمزية من جيل المستقبل
هذه المواقف الطفولية الصادقة تحمل دلالات عميقة، إذ يشارك أبناء الجيل الذي وُلد وعاش سنوات الثورة والتهجير في حملات التبرع بروح وطنية عالية، ليؤكدوا أنهم يتعلمون منذ الصغر حب الوطن وخدمة المجتمع. إنهم يرسلون رسالة واضحة بأنهم جيل الأمل، الجيل الذي سيواصل بناء وطنه بإرادة صلبة وقيم أصيلة، ليحوّل الألم الذي عاشوه إلى طاقة لبناء سوريا جديدة تنبض بالحياة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ