من فقدوا الأحباء: كيف نعيد الأمل للأطفال الأيتام؟
يعد اليتم من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها الطفل، خاصة عندما يفقد أحد والديه أو كلاهما، فيواجه ظروفاً قاسية وسلسلة من التحديات في مختلف مراحل حياته، لا سيما إذا لم يكن هناك من يعوضه عن غياب والديه ويأخذ بيده إلى بر الأمان ويدعمه.
ارتفاع أعداد الأيتام في سوريا
وفي سوريا، شهدت السنوات الأربع عشرة الماضية ارتفاعاً كبيراً في عدد الأيتام، نتيجة الأحداث المرتبطة بالثورة. فقد تبعت قوات النظام البائد سياسة القصف الممنهج في العديد من المناطق، مما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين، بالإضافة إلى اعتقاله المدنيين، مما أدى إلى حرمان العديد من الأسر من معيلها.
ونتيجة لذلك، فقد العديد من الأطفال آباءهم أو أمهاتهم أو كليهما بسبب ظروف الحرب، الأمر الذي أدى إلى زيادة أعداد الأيتام بشكل ملحوظ، ليوجهوا صعوبات الحياة بشكل يومي ويشعرون بالمعاناة.
حاجة الطفل اليتيم للدعم
يحتاج الطفل اليتيم، لا سيما في المراحل المبكرة من حياته، إلى دعم في مختلف الجوانب الاجتماعية والتعليمية والشخصية. لذلك، يستوجب على الأسرة المحيطة والأقارب تقديم الدعم النفسي والمادي، ليتمكن الطفل من التغلب على الصعوبات ومواصلة حياته بشكل طبيعي، بعيداً عن الحزن والضغط النفسي.
أهمية اهتمام الأسرة والأقارب بالأيتام
ويقترح الأخصائيون النفسيون عدة طرق عملية لدعم الطفل اليتيم، منها أن يقوم أقاربه بالاتفاق فيما بينهم على التواصل الدوري معه، ودعوته لقضاء بعض الوقت معهم في المنزل، ودمجه في الأنشطة العائلية والاجتماعية والمناسبات ليشعر بالانتماء والحب.
كما يجب متابعة وضعه التعليمي وزيارته في المدرسة والتواصل مع المعلمين للتأكيد على أهتمامهم بدراسته، إلى جانب أهمية التواصل المستمر مع الطفل وسؤاله عن احتياجاته ومتابعة الصعوبات التي يواجهها سواء في المدرسة أو الحياة اليومية أمراً ضرورياً لمساعدته على التغلب عليها.
في الوقت ذاته يشدد الأخصائيون على الانتباه لتلبية احتياجات الطفل المادية الأساسية، مثل الغذاء والملابس واللوازم المدرسية وغيرها من المستلزمات، إضافةً إلى الأنشطة الترفيهية، لضمان شعوره بالأمان والاستقرار.
أثر الإهمال والتجاهل
ويشير الأخصائيون إلى أن الطفل اليتيم، عندما يرى اهتمام الأقارب بأبنائهم الآخرين فقط ويتجاهلونه، يشعر بالحزن والقهر، وينتابه شعور بالانعزال أو النبذ، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية تؤثر على ثقته بنفسه وقدرته على التكيف مع محيطه.
ختاماً، الطفل اليتيم الذي يفقد أحد والديه أو كلاهما يحتاج إلى رعاية شاملة، ودعم مستمر من الأسرة والأقارب. ويجب تلبية جميع احتياجاته النفسية والاجتماعية والتعليمية والمادية، لضمان تمكينه من التغلب على الصعوبات ومواصلة حياته بشكل طبيعي وآمن.