هآرتس العبرية :: تعيين توم باراك مبعوثًا لسوريا يعكس تقاربًا أميركيًا تركيًا ويثير مخاوف إسرائيلية
هآرتس العبرية :: تعيين توم باراك مبعوثًا لسوريا يعكس تقاربًا أميركيًا تركيًا ويثير مخاوف إسرائيلية
● أخبار سورية ١ يونيو ٢٠٢٥

هآرتس العبرية :: تعيين توم باراك مبعوثًا لسوريا يعكس تقاربًا أميركيًا تركيًا ويثير مخاوف إسرائيلية

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرجل الأعمال اللبناني الأصل توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها “تحوّل لافت في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط”، وقد تثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتب بن صموئيلز، إن توسيع دور باراك، وهو حليف قديم لترامب، يعكس توجهًا أميركيًا متصاعدًا نحو تعزيز التعاون مع تركيا في الملف السوري، مقابل تراجع نفوذ إسرائيل في معادلة صناعة القرار الأميركي بشأن سوريا.

سوريا أولويّة.. وإسرائيل خارج الحسابات

ورأت هآرتس أن تعيين باراك يأتي بعد لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في منتصف مارس الماضي، وإعلانه الرسمي عن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وهو ما يؤكد أولوية “الاستقرار السوري” في استراتيجية واشنطن الجديدة، حتى لو جاء ذلك على حساب التحالفات التقليدية، ومنها إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن باراك، الذي تمت تبرئته من تهم تتعلق بكونه عميلًا غير مسجل للإمارات في 2022، هو الآن واجهة السياسة الأميركية الجديدة في سوريا وتركيا، ويبدو أن إدارة ترامب تراه “الوسيط الأنسب لإعادة ضبط العلاقة مع حكومة الشرع، وتوسيع هوامش التفاهم مع أنقرة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في واشنطن خشيتهم من أن يُترك “الحليف الإسرائيلي خلف الركب” في ظل الاندفاعة الأميركية الجديدة نحو تحالفات براغماتية تضع تركيا شريكًا أول في الملف السوري، بدلاً من تل أبيب.

استبعاد الإسرائيليين من مراكز القرار

وربط التقرير تعيين باراك بحملة تغييرات داخل مجلس الأمن القومي الأميركي، أطاحت بعدد من المستشارين المعروفين بتأييدهم غير المشروط لإسرائيل، مثل إيريك ترايغر وميراف سيرين، ما اعتُبر مؤشّرًا إضافيًا على تراجع مركزية إسرائيل في الحسابات الجديدة.

وأضافت هآرتس أن باراك عبّر في جلسة استماع بمجلس الشيوخ عن اقتناعه بأن “سقوط نظام الأسد يفتح نافذة استراتيجية لتفكيك الهلال الشيعي”، وهو موقف يتلاقى مع المخاوف الإسرائيلية، لكنه في الوقت ذاته يعكس مقاربة تضع تركيا، لا إسرائيل، في قلب التنسيق الإقليمي.

إسرائيل تستشعر العزلة

ورأت الصحيفة أن شعورًا متزايدًا بـ”العزلة السياسية” بدأ يتسلل إلى القيادة الإسرائيلية، خصوصًا بعد استبعادها من كثير من النقاشات حول مستقبل سوريا، على الرغم من استمرارها في تنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي السورية.

وحذر خبراء نقلت عنهم الصحيفة من أن “سوريا قد تكون ساحة المواجهة القادمة بين الرؤية الأميركية-التركية، وبين الطموحات الإسرائيلية التي لم تجد آذانًا صاغية في البيت الأبيض الجديد”، خاصة في ظل ما وصفته الصحيفة بـ”صفقات صامتة” تُعقد بين دمشق وواشنطن عبر وساطة تركية.

رسائل باراك: نهاية التدخل الغربي

وكان باراك قد نشر في وقت سابق تغريدة قال فيها: “قبل قرن، فرض الغرب خرائط وحدودًا استعمارية على الشرق الأوسط. لن نكرر الخطأ نفسه. زمن التدخل الغربي انتهى”، وهي تصريحات قالت هآرتس إنها تُعبّر بوضوح عن تبني رؤية تركيا في الشأن السوري، حيث يرفض أردوغان رسم الخرائط الدولية، ويروج لفكرة “سوريا موحدة ولكن بترتيبات جديدة”.

الرهان الإسرائيلي على ملف الجماعات الفلسطينية

وفي ختام التقرير، قالت الصحيفة إن إسرائيل تسعى لتوظيف أي تطورات لصالحها، وخصوصًا عبر الضغط من أجل بقاء القواعد الروسية في سوريا لاحتواء “نفوذ حماس”، كما أنها تحاول استثمار طرد الفصائل الفلسطينية من دمشق كدليل على حسن نية الحكومة السورية الجديدة تجاه إسرائيل.

ومع ذلك، حذرت الصحيفة من أن استمرار الضربات الإسرائيلية داخل سوريا قد يدفع إدارة ترامب إلى الاصطفاف علنًا إلى جانب تركيا ودمشق ضد “الاستفزازات”، ما قد يعمّق الفجوة بين واشنطن وتل أبيب في المرحلة المقبلة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ