واشنطن بوست: سوريا في قلب أسوأ موجة جفاف تضرب شرق المتوسط
واشنطن بوست: سوريا في قلب أسوأ موجة جفاف تضرب شرق المتوسط
● أخبار سورية ٦ سبتمبر ٢٠٢٥

واشنطن بوست: سوريا في قلب أسوأ موجة جفاف تضرب شرق المتوسط

حذّرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من أن مناطق واسعة في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تشهد أسوأ موجة جفاف منذ عقود، إذ تجف الأنهار والبحيرات، وتذبل المحاصيل الزراعية، وتعاني المدن الكبرى من انقطاعات طويلة في المياه.

سوريا الأكثر تضرراً
أشار التقرير إلى أن سوريا تواجه الوضع الأصعب، حيث تراجعت معدلات الأمطار بشكل ملحوظ على مدى عقود، ومع محاولات الحكومة الوليدة إعادة بناء البلاد بعد حرب استمرت 14 عاماً، يعيش ملايين السوريين في ظروف قاسية، بينما تتفاقم أزمة المياه.

وقال جلال الحمود، مسؤول الأمن الغذائي الوطني في منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في سوريا، إن المزارعين الذين أنهكتهم سنوات الحرب لا يملكون الوسائل لمواجهة آثار الجفاف. وأوضح أن إنتاج القمح انخفض من أكثر من 4 ملايين طن قبل الحرب إلى نحو مليون طن فقط هذا العام، ما يضطر البلاد إلى استيراد ما يقارب 70% من احتياجاتها.

بدوره، حذّر سعيد إبراهيم، مدير التخطيط الزراعي والاقتصادي في وزارة الزراعة السورية، من أن الاعتماد الكامل على الاستيراد غير مستدام، لافتاً إلى أن نهر العاصي في إدلب جف لأول مرة، بينما انخفضت المياه الجوفية أكثر من عشرة أمتار خلال أشهر قليلة.

أزمة إقليمية متشابكة
أكد التقرير أن أزمة المياه لا تقتصر على سوريا، فلبنان يعاني أيضاً بعد تقلص بحيرة القرعون إلى بركة صغيرة نتيجة شتاء جاف غير مسبوق. عادةً ما يتدفق إلى البحيرة نحو 350 مليون متر مكعب من المياه في موسم الأمطار، إلا أن الكمية هذا العام لم تتجاوز 45 مليون متر مكعب، ما أثر على حصة سوريا من مياه نهر العاصي.

تحديات مضاعفة
أوضح التقرير أن الجفاف ليس السبب الوحيد للأزمة السورية، إذ تترافق المشكلة المائية مع كلفة إعادة الإعمار الهائلة. ونقلت الصحيفة عن مضر ديوب، المتحدث باسم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن محصول القمح الحالي لا يكفي أكثر من شهرين أو ثلاثة، وأن الحكومة تعوّل على عقود استيراد وتبرعات، خصوصاً من العراق.

حلول مطلوبة
خلصت الصحيفة إلى أن المنطقة بأسرها مهددة بمزيد من التصحر في ظل التغير المناخي، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة، مثل تعزيز تخزين مياه الأمطار، والتحول إلى محاصيل أكثر تحملاً للجفاف، وتطوير أنظمة ري أكثر كفاءة، حتى لو كانت بسيطة، لتفادي فقدان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العقود المقبلة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ