واشنطن تعيد تموضع قواتها شرق سوريا: مناورات عسكرية ضخمة وعمليات انسحاب متزامنة
واشنطن تعيد تموضع قواتها شرق سوريا: مناورات عسكرية ضخمة وعمليات انسحاب متزامنة
● أخبار سورية ٤ مايو ٢٠٢٥

واشنطن تعيد تموضع قواتها شرق سوريا: مناورات عسكرية ضخمة وعمليات انسحاب متزامنة

شهدت مناطق شرق سوريا خلال الأيام الماضية تحركات عسكرية لافتة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمثلت في مناورات واسعة النطاق تزامنت مع عمليات انسحاب وإعادة تموضع شاملة، ما أثار تساؤلات حول مآلات الدور الأميركي في سوريا خلال المرحلة المقبلة.

مناورات هي الأكبر منذ دخول التحالف إلى سوريا

بحسب مراسلين ميدانيين، نفذت قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية وصفت بأنها الأكبر منذ دخول التحالف إلى سوريا، انطلقت من قاعدة حقل العمر في ريف دير الزور الشرقي وصولاً إلى الحدود السورية العراقية.

وشاركت في المناورات أربع طائرات مقاتلة على الأقل وعدد من المروحيات، إلى جانب إطلاق قنابل ضوئية وصواريخ استهدفت أهدافاً وهمية قرب القاعدة النفطية، في مشهد بدا كتمهيد لمرحلة جديدة من العمليات.

مصادر في التحالف وصفت هذه التحركات بأنها “استعدادات لعمليات ضد تنظيمات خبيثة”، في إشارة إلى استمرار المواجهة مع بقايا تنظيم داعش والمجموعات المتحالفة مع إيران في المنطقة.

انسحابات لافتة وإعادة انتشار استراتيجي

بالتوازي مع المناورات، رُصدت عمليات انسحاب شملت عشرات الآليات العسكرية ومعدات ثقيلة من قاعدتي الشدادي وكونيكو باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر الوليد.

وأكدت تقارير إعلامية أن أكثر من 200 آلية انسحبت من مواقعها، فيما أشار مراسلون إلى أن التحالف نقل معدات عسكرية ولوجستية من دير الزور إلى الشمال العراقي، تحت غطاء جوي مكثف للطيران المروحي.

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كانت قد أعلنت في وقت سابق بدء إعادة انتشار قواتها في سوريا، شملت إغلاق ثلاث قواعد وتقليص عدد الجنود إلى ما دون 1000 جندي، مع الإبقاء على تمركزهم في قواعد استراتيجية رئيسية خاصة في محافظة الحسكة.

رسائل مزدوجة: مواجهة أم تراجع؟

فيما يصف البعض هذه التحركات بأنها تعزيز للوجود العسكري واستعداد لمعارك جديدة، ترى أطراف أخرى أنها مقدمة لتقليص الدور الأميركي في سوريا، خاصة أن الانسحابات تتزامن مع تطورات سياسية وأمنية معقدة في المنطقة.

ويعتبر مراقبون أن هذه الخطوة قد تحمل رسالة مزدوجة: الأولى تتعلق بتأكيد استمرار الوجود العسكري لحماية المصالح الأميركية ومكافحة الإرهاب، والثانية تعكس تحضيرًا لمرحلة خفض الانخراط الميداني تدريجياً، ضمن استراتيجية إعادة ترتيب الأولويات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

خريطة الانتشار الأميركي: واقع ميداني جديد؟

بحسب دراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات في تموز 2024، تتمركز القوات الأميركية حاليًا في سوريا ضمن 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية، تتوزع بين محافظات الحسكة ودير الزور والرقة. ومع بدء إعادة الانتشار الأخيرة، يتوقع أن تنخفض هذه الأرقام بشكل ملحوظ، وسط تقارير عن نية التحالف تقليص وجوده إلى خمس قواعد رئيسية فقط في شمال شرقي البلاد.

يأتي كل ذلك وسط استمرار المخاطر الأمنية والتوتر الإقليمي، إذ تشهد المنطقة تحركات متزايدة من الميليشيات المدعومة من إيران، إلى جانب استهدافات متكررة من قبل الطيران الإسرائيلي ضد مواقع داخل سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ